المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ابن المبارك وطريق الهداية - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ٢٩٠

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌خصائص الجمعة

- ‌حياة عبد الله بن المبارك

- ‌ابن المبارك وطريق الهداية

- ‌خوف ابن المبارك من الله وإنفاقه في سبيل الله

- ‌عمر يسأل الناس عن سبب تأخرهم عن الجمعة وهو على المنبر

- ‌التبكير للجمعة والغسل لها

- ‌كلام الخطيب مع المأمومين

- ‌معرفة حقوق أهل الفضل ورعاية حرماتهم

- ‌التطيب والادهان يوم الجمعة

- ‌سند الحديث وترجمة رجاله

- ‌التجمل والتنظف للجمعة

- ‌تخطي الرقاب

- ‌النافلة يوم الجمعة

- ‌تكفير الذنوب بالحضور يوم الجمعة وشروط ذلك

- ‌آداب الجمعة وخصائصها

- ‌خصائص تتعلق بالتهيؤ والتنظف وهي سبع

- ‌التبكير والقرب من الإمام

- ‌قراءة سورة الكهف

- ‌الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌من خصائص الجمعة

- ‌المشي إلى الجمعة وعدم الركوب

- ‌عدم إفراد الجمعة بالصوم

- ‌لباس يوم الجمعة

- ‌شرح حديث الحلة التي أراد عمر أن يشتريها النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌التجمل ليوم الجمعة وللناس

- ‌رفض النبي صلى الله عليه وسلم للحلة وما يحرم من اللباس

- ‌إعطاء المشرك وأهمية المشاورة

الفصل: ‌ابن المبارك وطريق الهداية

‌ابن المبارك وطريق الهداية

هذا الرجل - عبد الله بن المبارك - هو مثل لكل شاب يريد الله والدار الآخرة، أو لكل رجل أسرف في أول عمره أو أخطأ، ثم أراد أن يراجع حسابه، وأراد أن يعيد نفسه إلى الله تبارك وتعالى.

عاش حتى بلغ السابعة والعشرين من عمره، وكان يصلي كما يصلي كثير من الناس، لكنه ما كان يعيش مع الإسلام في ليله ونهاره، ما كان يشغل أوقاته بطاعة الله بدقائقها وثوانيها وأنفاسها مع الله سبحانه وتعالى، فلما أراد الله أن يوقظ قلبه، وكان مع عصابة من القرناء الذين يريدون أن تكون الحياة معبراً للذات والشهوات، جلس في شمال إيران، وكانت هناك حديقة قريبة من منزله، فسمر مع هؤلاء القرناء، فلما انتهى من سمره نام، وكانت تلك الليلة ليلة مباركة أراد الله أن يوقظ قلبه، فسمع أن هاتفاً يهتف ويقول:{أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ} [المؤمنون115 - 116].

فاستفاق وعلم أنه مقصود بالخطاب، وأنه مدعو إلى الجواب، فقام من تلك الليلة وبدأ حياة جديدة مع الله عز وجل، حياة التفقه في دين الله، وتدبر كتابه، والتزود بالنوافل؛ ففتح الله عز وجل عليه، وعاهد الله سبحانه وتعالى عهداً أوجبه على نفسه ولم يوجبه غيره من الناس عليه؛ ولذلك يقول ابن تيمية: إن الحق الذي يذكره الله في كتابه كقوله سبحانه وتعالى: {وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} [الروم:47] أوجبه الله سبحانه وتعالى على نفسه ولم يوجبه أحد من الناس عليه؛ فحق عليه تبارك وتعالى أن من طلب الهداية وأراد الخير أن يهديه، فهدى الله هذا الرجل؛ فاستنار قلبه.

ص: 3