المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الرجل! ما لها وما عليها - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ٣١٤

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌الصائمون الصادقون

- ‌إخلاص العمل لوجه الله

- ‌الأدلة الدالة على وجوب الإخلاص لله تعالى

- ‌معرفة الله سبب الإخلاص

- ‌المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الصدق وحسن التوجه إلى الباري

- ‌المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم

- ‌محمد صلى الله عليه وسلم قدوتنا في الحياة

- ‌هديه صلى الله عليه وسلم في الصيام

- ‌الصدق وحسن التوجه إلى الباري عز وجل

- ‌أبو جعفر المنصور وأحد الأخيار

- ‌الحجاج وزر بن حبيش

- ‌قلوب صامت عن السوء

- ‌علامات الصالحين في رمضان

- ‌صيام القلب عن الاعتقادات الباطلة

- ‌صيام القلب عن الكبر

- ‌صيام القلب عن العجب

- ‌صيام القلب عن الحسد والحقد

- ‌صوم الجوارح

- ‌صوم العيون

- ‌صوم الألسن

- ‌أذن تأبى الخنا والزور

- ‌يد تمد بالإحسان

- ‌الرِّجل! ما لها وما عليها

- ‌صيام الأعضاء الجوفية

- ‌البطون الجائعة في مرضاة المولى

- ‌أكباد ظمئت لتشرب من الكوثر

- ‌الصائمون في جلسة السحر مع رب العزة والجلال

- ‌دقائق الإفطار روعة وجلال

- ‌التراويح والتوبة

- ‌صلاة التراويح حشد هائل من المؤمنين

- ‌التوبة

- ‌الأسئلة

- ‌وصايا لشباب النوادي

- ‌قصيدة أمريكا التي رأيت ونشرة الأخبار

- ‌الاشتراك في النوادي بقصد الدعوة

- ‌مسألة ترك الصلاة في غير رمضان

- ‌كيف يذكر الله في رمضان من لا يعرف القراءة

الفصل: ‌الرجل! ما لها وما عليها

‌الرِّجل! ما لها وما عليها

!

وأما الذي أوصي به: فهو الذهاب والإياب في رمضان وفي غير رمضان، لكن في رمضان على الخصوص، نعرف كثيراً من شبابنا -وأنا أركز على الشباب؛ لأن الشباب شعبة من الجنون- يمر بمرحلة خطيرة، مرحلة مدلهمة، مرحلة مظلمة، فلذلك يا أيها الإخوة! وجد كثيرٍ من الناس من يذهب ويأتي على غير طائل، بعضهم كأنه يشبر المدينة ويطوف حول المدينة سبع مرات يقول:

حجي إلى الباب القديم وكعبة الـ ـباب الجديد وبالمصلى الموقف

والله لو عرف الحجيج مقامنا في زندرود عشية ما طوفوا

أو شاهدوا جسر الحسين وشعبه ما وقَّفوا لها أو وقَّفوا

أحد الناس قيل له: حج، قال: لا أنا أحج في زندرود مدينة في شمال إيران - قال: كيف تحج؟

قال: أطوف هناك بمحبوبي، هذا حج غلاة الصوفية المتهالكين، ولذلك وجد من الشباب من يذهب ويأتي على الإشارات بسيارته، دوران وذهاب في غير طائل، أليس لو جلس في مسجد فتدبر آيات الله لكان أحسن له؟

أليس لو جلس مع أهله وأفادهم ونفعهم كان أولى له؟ أو أخذ كتاباً إسلامياً فاستفاد كان أحسن وأحسن، أو زار ثلة من الصالحين أو دعاة أو علماء فاستفاد منهم أما كان أحسن؟

لا إله إلا الله كم ضاعت أوقاتنا! وكم ضيعنا من دقائقنا وثوانينا وساعاتنا

دقات قلب المرء قائلة له إن الحياة دقائق وثوانِ

فارفع لنفسك قبل موتك ذكرها فالذكر للإنسان عمر ثانِ

إذا مرت الدقيقة فوالله لا تعود إليك، أبداً فاغتنمها فهي خيوط عمرك.

قال الغزالي: "العمر كالثوب إذا ذهبت لحظة ذهب خيط، فتذهب الخيوط حتى تبقى بلا ثوب" قال تعالى: {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ} [الأنعام:94] فالوقت الوقت يا شباب الإسلام! انظر إلى الخواجات! انظر إلى كتاب دع القلق وابدأ الحياة للأمريكي دايل كارنيجي ماذا يقول فيه؟ شيء عجيب!

يذكر عن الأمريكان في حفظ الوقت وفي القراءة والاطلاع حتى -والله- لقد رأيناهم ورآهم كثير من الإخوة الذين ذهبوا إلى بلادهم وهو في القطار، أو السيارة، أو منتظر في الصالة، أو في الطائرة تراه يقرأ كتاباً ولا ينظر إلى الناس! أما العرب فتجدهم هكذا وهكذا!! يأخذون السيارات من طرف الشارع ويصلون بأعينهم إلى الطرف الآخر، حتى يأتي في المنام وتكاد رقبته تنفصل من كثرة ما نظر، يأخذ السيارة من هنا ويوصلها، ثم الثانية والثالثة إشارات وإشارات؛ ولذلك مثل ما يقول عدو الله موشي ديان:"لا يقرءون، وإذا قرءوا لا يفهمون".

لكننا نكذبه، نعم! هم لا يقرءون، فيهم النادر الذي يقرأ لكن إذا قرءوا فهموا، أمة أمية هذا ليس مدحاً لكن هذا هو الواقع.

فيا إخوتي في الله!! أما آن لنا أن نحفظ الأوقات؟ وحفظ الوقت له كلام طويل، وهناك بعض الكتيبات والأشرطة عن حفظ الوقت.

ص: 24