المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌معرفة الله سبب الإخلاص - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ٣١٤

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌الصائمون الصادقون

- ‌إخلاص العمل لوجه الله

- ‌الأدلة الدالة على وجوب الإخلاص لله تعالى

- ‌معرفة الله سبب الإخلاص

- ‌المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الصدق وحسن التوجه إلى الباري

- ‌المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم

- ‌محمد صلى الله عليه وسلم قدوتنا في الحياة

- ‌هديه صلى الله عليه وسلم في الصيام

- ‌الصدق وحسن التوجه إلى الباري عز وجل

- ‌أبو جعفر المنصور وأحد الأخيار

- ‌الحجاج وزر بن حبيش

- ‌قلوب صامت عن السوء

- ‌علامات الصالحين في رمضان

- ‌صيام القلب عن الاعتقادات الباطلة

- ‌صيام القلب عن الكبر

- ‌صيام القلب عن العجب

- ‌صيام القلب عن الحسد والحقد

- ‌صوم الجوارح

- ‌صوم العيون

- ‌صوم الألسن

- ‌أذن تأبى الخنا والزور

- ‌يد تمد بالإحسان

- ‌الرِّجل! ما لها وما عليها

- ‌صيام الأعضاء الجوفية

- ‌البطون الجائعة في مرضاة المولى

- ‌أكباد ظمئت لتشرب من الكوثر

- ‌الصائمون في جلسة السحر مع رب العزة والجلال

- ‌دقائق الإفطار روعة وجلال

- ‌التراويح والتوبة

- ‌صلاة التراويح حشد هائل من المؤمنين

- ‌التوبة

- ‌الأسئلة

- ‌وصايا لشباب النوادي

- ‌قصيدة أمريكا التي رأيت ونشرة الأخبار

- ‌الاشتراك في النوادي بقصد الدعوة

- ‌مسألة ترك الصلاة في غير رمضان

- ‌كيف يذكر الله في رمضان من لا يعرف القراءة

الفصل: ‌معرفة الله سبب الإخلاص

‌معرفة الله سبب الإخلاص

أولها: أن نعرف الله، فهو القدير الذي بيده مفاتيح القلوب، والمعطي والمفقر، والمانع والقابض، والباسط والرازق، والمحيي والمميت، قال تعالى:{وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرّاً وَلا نَفْعاً وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلا حَيَاةً وَلا نُشُوراً} [الفرقان:3].

إخوتي في الله! يقول عليه الصلاة والسلام: {إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى} كثير من الناس يجودون صلاتهم من أجل الناس، ويصومون من أجل الناس، ويتلون كتاب الله من أجل الناس قال الله فيهم:{أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ} [آل عمران:22].

فأوصي نفسي -أولاً- وإياكم بمعرفة الباري، من هو الله؟

إن الله تعالى يوم لقيه موسى ليملي عليه سبحانه وتعالى دعوة التوحيد، قال: يا موسى! {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي} [طه:14] ولذلك أعلن شاعر السودان الإيمان في قصيدته وهو يتكلم عن رسالة التوحيد التي تركها كثير من شعرائنا، وصاروا يتكلمون عن الفتاة، والزهرة، وعن الهيام، والشاطئ والماء، ولكن لا يربطون ذلك بالواحد الأحد، أما شاعر السودان فيقول في قصيدة الإيمان:

بك أستجير ومن يجير سواكا فأجر أجيراً يحتمي بحماكا

إلى أن يقول:

أشكو إليك مصائباً أهفو بها يا رب هل من غافر إلاكا

إبليس يخدعني ونفسي والهوى ما حيلتي في هذه أو ذاكا

ثم يقول وهو يتكلم عن الإخلاص والإيمان والتوحيد:

قل للطبيب تخطفته يد الردى من يا طبيب بطبه أرداكا

قل للمريض نجا وعوفي بعدما عجزت فنون الطب من عافكا

والنحل قل للنحل يا طير البوادي ما الذي بالشهد قد حلاكا

وإذا ترى الثعبان ينفث سُمَّهُ فاسأله من ذا بالسموم حشاكا

واسأله: كيف تعيشُ يا ثعبانُ أو تحيا وهذا السم يملأ فاكا

فالحمد لله العظيم لذاته حمداً وليس لواحد إلاكا

لا بد أن ندخل المسجد موحدين، والنادي موحدين، والسوق موحدين.

ما هي رسالتنا؟ وما هي أصالتنا؟ ما هو عمقنا؟ ما هو شرفنا في الحياة؟؟

شرفنا وأصالتنا وعمقنا هو لا إله إلا الله محمد رسول الله، نحن لم نخلق للغناء، ولا للرقص والتطبيل والمسرحية الآثمة، والفيديو المهدم، أتعلمون أن أرذل الناس هم هؤلاء المغنون الذين يصدون الناس عن لا إله إلا الله، الذين يقربون الزنا والفحش والبذاءة وقلة الحياء من الأمة!! هؤلاء والله عيب أن يتصدروا المجتمع، وعيب أن يقودوا الشباب! وعيب أن يتصدروا الموكب! وعيب أن يكونوا في أول الركب! هؤلاء لا قيمة لهم؛ لأن أهل القيمة هم أهل الإيمان الذين خاطبهم الله بقوله:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً} [الأحزاب:70]{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران:102]{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} [النساء:1] هم أهل الإيمان

عباد ليل إذا جن الظلام بهم كم عابد دمعه في الخد أجراه

وأسد غاب إذا نادى الجهاد بهم هبوا إلى الموت يستجدون لقياه

يا ربُ فابعث لنا من مثلهم نفراً يشيدون لنا مجداً أضعناه

أضعناه ومزقه شامير ورابين، وأعداء الشعوب؛ يوم تركنا لا إله إلا الله محمد رسول الله.

ص: 4