المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌النعي المذموم والنهي عنه - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ٣٣١

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌النعي وحكمه في الإسلام

- ‌الحديث في نعي النجاشي

- ‌تراجم رجال حديث نعي النجاشي

- ‌ترجمة مسدد بن مسرهد

- ‌ترجمة يزيد بن زريع

- ‌ترجمة معمر بن راشد

- ‌ترجمة الزهري

- ‌ترجمة سيد التابعين سعيد بن المسيب

- ‌فوائد من ترجمة البخاري للحديث

- ‌الإبهام من أجل لفت الأنظار

- ‌التنبيه على أن المسألة خلافية

- ‌من علامات النبوة الإخبار ببعض الغيبيات

- ‌الإخبار بموت النجاشي

- ‌موت زيد وجعفر وابن رواحة

- ‌موت معاوية بن معاوية الليثي

- ‌بعض كرامات عمر بن الخطاب

- ‌الصلاة على النجاشي

- ‌حكم الصلاة على الميت في المسجد

- ‌قول الحنفية والمالكية في الصلاة على الغائب

- ‌أرجحية مذهب الإمام أحمد والشافعي وجمهور العلماء في حكم صلاة الغائب

- ‌وقفة مع سعد بن أبي وقاص

- ‌الترجيح في حكم الصلاة على الغائب

- ‌مذهب الإمام أحمد والشافعي في الصلاة على الغائب

- ‌مذهب الحنفية والمالكية في الصلاة على الغائب

- ‌قول ابن عبد البر في الصلاة على الغائب

- ‌قول ابن حبان في الصلاة على الغائب

- ‌مذهب أبي داود والروياني وغيرهما في الصلاة على الغائب

- ‌مذهب بعض الأصوليين في الصلاة على الغائب

- ‌الصلاة على الغائب فرض كفاية

- ‌مسائل النعي

- ‌الإخبار الممدوح

- ‌النعي المذموم والنهي عنه

- ‌النعي بمعنى البكاء والنياحة

- ‌أصناف الناس في البكاء

- ‌البكاء المذموم

- ‌معنى عذاب الميت ببكاء أهله

- ‌الأسئلة

- ‌حكم الصلاة على الميت داخل المقبرة

- ‌مدة الصلاة على الغائب

- ‌مسألة تعذيب الميت ببكاء أهله كما في فتح الباري

- ‌حكم قراءة القرآن عند القبر

- ‌مناظرة بين ابن عمر وابن عباس

- ‌قاعدة جلية في المطعومات والمشروبات

- ‌معنى (الألم) عند شيخ الإسلام ابن تيمية

- ‌حكم زيارة النساء للقبور

الفصل: ‌النعي المذموم والنهي عنه

‌النعي المذموم والنهي عنه

والنعي المذموم: هو ما كان لتشهير الميت، ولتزكيته، ولرفع صيته، ولتأبينه، ولإشغال الناس به، كما يحدث في بعض الصحف وبعض وكالات الأنباء، إذا مات رجل ولو كان كافراً عدواً لله، أشغلوا الناس بموته وأخبروا وأبرقوا وأعلنوا فهذا مذموم؛ لأن فيه إشهاراً لهذا الرجل؛ ولأن فيه فعلاً من أفعال الجاهلية، فأما فعل أهل الإسلام فإنه من الباب الأول، وكانوا في الجاهلية إذا مات الميت يخبرون بهذا من باب النعي، فيذكرون الناس بموت الرجل وعلى المنائر ويعلنون في الأسواق لرفع صيته ولذلك يقول الأول:

ألا أصبح الناعي بخير بني أسد بـ عمرو بن مسعود وبـ السيد الصمد

يقول: أخبرنا هذا الناعي بموت هذين السيدين الجليلين المذكورين وهما جاهليان، والصمد من تصمد إليه الناس- أي: تتجه إليه، وهذه من المعاني في قوله سبحانه وتعالى:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ} [الإخلاص:1 - 2] فإن من المعاني عند أهل التفسير -كما قال الرازي - أنه هو الذي تصمد إليه الكائنات سبحانه وتعالى في حاجاتها وقيل: هو معنى آخر أي: أصم لا جوف له، والصمد هنا: أنه سيد معروف يقصده الناس.

وفي تاريخ ابن عساكر أن جحدر بن عدي لما حكم عليه الحجاج بالقتل، استدعاه من اليمامة، وجحدر بن عدي هذا كان فتاكاً، ينصب الكمائن للقوافل، كلما مرت قافلة في نجد من اليمامة سلبها وأخذها، فأرسل الحجاج كذلك عصابة من جنوده فاستولوا على جحدر وربطوه وأركبوه جملاً واتجهوا به إلى الحجاج ليعدمه، فلما مر جحدر بن عدي في طريقه وإذا بحمامتين على نخلتين تتجاوبان قال:

وإني شاقني فازددت شوقاً بكاء حمامتين تجاوبان

تجاوبتا بصوت أعجمي على غصنين من غرب دان

فكان البان أن بانت سليمى وفي الغرب اغتراب غير داني

إذا جاوزتما صخرات نجد ونخلاً باليمامة فانعياني

فقولا جحدرٌ أمسى عتيقاً يحاذر ضرب مسلول يماني

أي فأخبرا الناس بموتي وشهرا بموتي لأنني كنت سيداً من سادات العرب.

وقال طرفة بن العبد لابنته لما حضرته الوفاة:

إذا مت فانعيني بما أنا أهله وشقي علي الجيب يابنة معبد

هذا النعي المذموم للشهرة.

ص: 32