المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌شراب أهل النار - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ٣٣٥

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌صحيح الأخبار في وصف النار

- ‌خوف السلف من النار

- ‌مسائل في وصف النار

- ‌الاستعاذة من عذاب النار

- ‌الترهيب من النار

- ‌شدة حر نار جهنم

- ‌وصف عمق جهنم

- ‌سلاسل جهنم

- ‌حيات جهنم وعقاربها

- ‌المرور على الصراط

- ‌شراب أهل النار

- ‌طعام أهل النار

- ‌غلظ أجسام أهل النار

- ‌الغمس في النار

- ‌الشفاعة في خروج عصاة الموحدين من النار

- ‌بعض مكفرات الذنوب والخطايا

- ‌أهل الكبائر تحت المشيئة

- ‌أول من تسعر بهم النار

- ‌الحروز من النار

- ‌التوبة النصوح

- ‌المحافظة على الفرائض

- ‌ذكر الله دائماً

- ‌المحافظة على صلاة الفجر

- ‌التهليل وفضله

- ‌الأسئلة

- ‌من عقائد أهل السنة: الإيمان بوجود النار الآن

- ‌الجن وأحكامهم في الآخرة

- ‌حكم سفك الدم في البلد الحرام

- ‌حكم السكنى في بلد اسمه: الزقوم ونحوه

- ‌قصيدة اللحية والتعليق عليها

- ‌حديث (ليس منا من استنجى من ريح)

- ‌حكم الاستهزاء بعذاب القبر والنار

- ‌حكم المنافق في الآخرة

- ‌حكم توبة من أصاب حداً ولم يرفعه إلى القاضي

- ‌كيفية طلب العلم

- ‌كيف يكون التخفيف في الصلاة

الفصل: ‌شراب أهل النار

‌شراب أهل النار

أما شراب أهل النار فهو كالمهل، فسره عليه الصلاة والسلام بأنه عكر الزيت، وهو الحار الذي يغلي من الزيت، يشربه الشارب غصباً، من وراء أنفه يشربه، فتنخلع أمعاؤه وتتقطع في الأرض من دبره، وكلما تقطعت أنشأ الله له أمعاء، فيشرب وتتقطع وهكذا أبد الآبدين، نعوذ بالله من ذلك، وهذا عند أحمد والترمذي وابن حبان والحاكم بأسانيد صحيحه، أنه كعكر الزيت إذا قرب وجهه سقطت فروة وجهه في هذا الزيت أو في الإناء.

قر السم حتى امتار فروة رأسه من السم صلٌّ قاتل اللسع مارده

وهذا ذو الرمة يصف حية تلدغ، والحيات السود إذا لدغت عند العرب سقطت الجفون من سمها في الأرض، ووصفوا عذاب جهنم في بعض كتب المفسرين بذلك، ولكن أين جهنم من عذاب الدنيا؟ عذاب الدنيا سهل وبسيط.

يقول سعيد بن جبير للحجاج: قال له الحجاج في مناظرة حارة ساخنة بينه وبين سعيد بن جبير، عالم المسلمين المحدث الزاهد العابد، وقد أتي به إلى الحجاج بن يوسف السفَّاك فأجلسه أمامه، قال: يا سعيد بن جبير! والله لأقتلنك قتلة ما قتلتها أحداً من الناس، قال: يا حجاج! اختر لنفسك أي قتلة أردت، والله لا تقتلني قتلة إلا قتلك الله بمثلها، فقتله، ثم نام الحجاج في تلك الليلة فرأى كأنه يسبح في الدم، وكان في الصباح يبكي ويقول: رأيت كأن القيامة قامت، وكأني أوقفت عند الصراط، فقتلني الله بكل رجل قتلته قتلة واحدة، وهو قد قتل مائة ألفٍ، وقتلني بـ سعيد بن جبير سبعين مرة.

وهذا الجزاء من جنس العمل، يقول له سعيد بن جبير لما أراد قتله: لا إله إلا الله محمد رسول الله خذها يا حجاج حتى تلقاني بها عند الله يوم القيامة، ولذلك لما مروا على الحجاج -كما عند المؤرخين- سمعوه يعذب في القبر ويصيح في الليل، فيقول أخوه محمد: رحمك الله يا أبا محمد! تقرأ القرآن في الحياة وتقرؤه في القبر، فهو يعتذر له أمام الناس، ماأحسن ذاك القرآن في القبر! ونحن نقول: الله يتولى الأمور، ولا نشهد لأحد بجنة ولا نار، لكن نقول: الحجاج نبغضه ونعتقد أن بغضه من أوثق عرى الدين.

ص: 11