المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌وسائل حفظ الوقت - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ٣٣٧

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌من ميراث الرسول عليه الصلاة والسلام

- ‌مفتاح التغيير في حياة العرب

- ‌ثناء وابتهال

- ‌فضل لا إله إلا الله

- ‌من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌صاحب الخلق العظيم

- ‌تواضع الرسول

- ‌حلم يفوق الخيال

- ‌من أوامر الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌الصلاة عماد الدين

- ‌المحافظة على صلاة الجماعة

- ‌صلة الرحم

- ‌الصدق مع الله

- ‌سؤال عمر ربه الشهادة

- ‌رؤيا عمر قبل استشهاده

- ‌استشهاد عمر

- ‌عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري تظله الملائكة

- ‌حقوق الجيران

- ‌شكوى أحد الصحابة أذى جاره

- ‌تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من أذية الجار

- ‌حق المسلم على أخيه

- ‌التوبة والاستغفار

- ‌توبة قاتل المائة

- ‌قصة أصحاب الغار الثلاثة

- ‌قصة صاحب المحرقة

- ‌الاستزادة من النوافل

- ‌النوافل وأنواعها

- ‌فضيلة قيام الليل

- ‌الصدقة

- ‌كثرة الذكر والاستغفار

- ‌منكرات شائعة

- ‌سفور المرأة

- ‌مسألة الغناء

- ‌حفظ الوقت

- ‌وسائل حفظ الوقت

- ‌مكفرات الذنوب والخطايا

- ‌الأسئلة

- ‌الصدقة على السؤال

- ‌كفارة الصلاة بلا خشوع

- ‌حكم اللعن

- ‌ولائم العزاء وحكمها

- ‌التعزية الشرعية

الفصل: ‌وسائل حفظ الوقت

‌وسائل حفظ الوقت

والوقت يحفظ بأمور:-

أعظمها ذكر الله عز وجل، ثم التنفل لمن وجد فسحة في الوقت؛ لأن الله يحاسب العبد يوم القيامة على هذه النعمة، يقول: أما فرغتك من أشغال الدنيا؟ أما جعلتك تتسود وتتربع وتتخول في الأرض؟ فيقول: نعم يا رب! قال: فماذا فعلت؟

فإني أرشد نفسي وإياكم من وجد فراغاً، وعدم شغل أو لم يجد عملاً يشغله، أن يتقرب إلى الله بالنوافل، وبكثرة التهليل والاستغفار، ومن كان تالياً لكتاب الله فليستصحب هذا الكتاب العظيم، فإنه زاد القبر، ولا زاد للإنسان إلا ما وعاه من هذا العمل الصالح، فلا ينفع يوم القيامة إلا ما قدمه العبد لنفسه.

حضرت معاذاً الوفاة رضي الله عنه وأرضاه قال: [[مرحباً بالموت، حبيب جاء على فاقة، ما أفلح من ندم، اللهم إنك تعلم أني لم أحب الحياة لغرس الأشجار، ولا لجري الأنهار، ولا لعمارة الدور، ولا لرفع القصور، ولكن كنت أحب الحياة لثلاثة أمور: لأمرغ وجهي في التراب ساجداً لك، ولأزاحم العلماء بالركب في حلق الذكر، ولصوم الهواجر في شدة الحر، طلباً لما عندك يا رب العالمين]] وهذا هو العمل الصالح الذي يقرب العبد يوم القيامة.

يا خادم الجسم كم تسعى لراحته أتعبت نفسك فيما فيه خسران

أقبل على الروح واستكمل فضائلها فأنت بالروح لا بالجسم إنسان

وأكثر ما يمكن أن يخشى على الإنسان منه أن يضيع وقته بالمعاصي، فإن كثيراً من المجالس غيبة ونميمة وشهادة زور، تنتهك فيها المحرمات، ويغضب فيها رب الأرض والسماوات، وتتنزل اللعنات، نعوذ بالله من ذلك، هذه المجالس تقرب من النار، ومن غضب الواحد القهار، ومن الدمار والعار، والشنار في الدنيا والآخرة، فعلى المسلم أن يصون سمعه وبصره، وأن يتقي الله في شيخوخته وشبابه، لا يختم لنفسه بخاتمة لا تحمد عند الله؛ فإن الأعمال بالخواتيم، فإن بعض الناس يسدده الله فيصلي ويصوم ويحج ويعتمر، ثم تكون خاتمته خاتمة سوء، فيدهده على وجهه في النار؛ لأنه بعد الطاعة ينتهك محرمات الله عز وجل، كأن يغتصب قطعة أرض لا تحل له، كل هذا يحاسبه عليه الله يوم العرض الأكبر، يقول عليه الصلاة والسلام:{من اغتصب شبراً من أرض طوقه من سبع أرضين يوم القيامة} يطوقه: أي في حلقه، وقال أهل العلم: يخسف به في الأرض سبع مرات، كما أخذ هذا الشبر بحده من سبع أرضين، فنسأل الله العافية والسلامة.

ص: 35