المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌شائعة تطليق النبي صلى الله عليه وسلم لنسائه - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ٣٤٦

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌الرجل الممتاز

- ‌شائعة تطليق النبي صلى الله عليه وسلم لنسائه

- ‌عمر يستأذن للدخول على النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌عمر يتأكد من الخبر

- ‌النبي صلى الله عليه وسلم ينفي هذه الشائعة

- ‌من فوائد حديث هجر النبي صلى الله عليه وسلم لزوجاته

- ‌الحرص على طلب العلم

- ‌فضل عمر رضي الله عنه وكراماته

- ‌سبب قلة مرويات عمر مع وفور علمه

- ‌الرحلة في طلب العلم

- ‌استطراد

- ‌جوانب من عظمة عمر

- ‌علمه

- ‌هيبة عمر رضي الله عنه

- ‌فوائد في الحديث تتعلق بالنبي صلى الله عليه وسلم

- ‌التشديد في كتمان العلم

- ‌سبب نزول الآية وكيف تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع أزواجه

- ‌حياة النبي صلى الله عليه وسلم قدوة لكل مسلم

- ‌ما قال الأعداء في النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌جواز احتجاب صاحب السلطان لمصلحة

- ‌ما كان عليه صلى الله عليه وسلم من شظف العيش

- ‌فوائد مستنبطة من الحديث

- ‌تعجيل الطيبات للكفار في الدنيا

- ‌الشهر قد يكون تسعة وعشرين يوماً

- ‌كفارة اليمين

- ‌العلم الخشية

الفصل: ‌شائعة تطليق النبي صلى الله عليه وسلم لنسائه

‌شائعة تطليق النبي صلى الله عليه وسلم لنسائه

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

أمَّا بَعْد:

فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته،،

معنا في هذا الدرس جلسة طيبة بإذن الله، ومجلس مبارك بعون الله مع أصحاب رسول الهدى صلى الله عليه وسلم، مع الذين فتحوا الدنيا، مع الذين بذلوا دماءهم وأموالهم رخيصة في سبيل الله، واشتروا رضوان الله وجنة عرضها السماوات والأرض بكلمة لا إله إلا الله، مع الذين صدقوا الله فصدقهم الله سبحانه وتعالى {فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً} [الفتح:18].

اتفق الشيخان واللفظ للبخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سافرت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه يحدث بالقصة مكة، فبينما نحن في الطريق عدل رضي الله عنه وأرضاه يقضي حاجته، فقال: اتبعني بماء أتوضأ به، قال: فحملت إداوة ولحقته، فلما انتهى من قضاء حاجته أخذت أصب عليه ثم سألته قلت: يا أمير المؤمنين!! من هما المرأتان اللتان أنزل الله فيهما: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ} [التحريم:4]

قال عمر: عجباً لك يا بن عباس!

قال الزهري: كره عمر سؤال ابن عباس وكره أن يكتم العلم الذي أعطاه الله إياه.

قال ابن عباس رضي الله عنهما: ثم اندفع عمر رضي الله عنه وأرضاه وقال: لما قدمنا المدينة مهاجرين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نزلت في عوالي المدينة عند رجل من الأنصار؛ وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يؤاخي بين المهاجرين الأنصار.

قال عمر: فنزلت في العوالي عند أخٍ لي من الأنصار، فكنت أتناوب وإياه النزول إلى الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة.

أي: هذا ينزل ليلة وهذا ليلة وهكذا

لأنهم كانوا يكدحون وسوف يأتي مجمل الحديث، قال: فنزل صاحبي في الليلة التي بقيت فيها، وكنا نتحدث أن غسان -قبيلة من القبائل العربية بـ الشام - تريد أن تغزو المدينة، قال: فقدم صاحبي علي في الليل فطرق الباب طرقاً شديداً، وضربه ضرباً، فقلت: ماذا حدث؟

قال: حدث أمر عظيم.

قال عمر: أغزت غسان المدينة المنورة؟

قال صاحبي: لا، أمر عظيم.

قلت: ما هو؟

قال: طلق الرسول صلى الله عليه وسلم نساءه.

فقال عمر: الله أكبر.

ثم قال: ويحاً لـ حفصة، أما نهيتها عن معاندته صلى الله عليه وسلم حتى وقع ما وقع، ولكن عمر كان صبوراً وحازماً وكان صارماً رضي الله عنه كالجبل.

قال عمر: فأخذت علي ثيابي، ثم أخذت حذائي فلبستها فنزلت فصليت الصبح.

انظر ما أحسن سياق القصة! وما أحسن هذا التصرف الحكيم من عمر رضي الله عنه وأرضاه! لم يأتِ وسط الليل يسأل الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن تركه حتى صلى الصبح.

قال: ثم أتيت مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم فوجدت الناس يبكون حول المنبر؛ وذلك لأنهم سمعوا بالخبر، وهم يعيشون أحداث الرسول عليه الصلاة والسلام وقضاياه.

قال: فقلت للناس: أطلق الرسول صلى الله عليه وسلم نساءه؟ قالوا: لا ندري.

ص: 2