المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الثالث: الإرجاف وتصديق الشائعات - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ٣٧٠

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌من عوامل النصر والهزيمة

- ‌موجز في عوامل النصر والهزيمة في الأمة

- ‌عوامل النصر في الأمة

- ‌الأول: طلب الشهادة

- ‌الثاني: رفع راية الجهاد

- ‌الثالث: القتال لتكون راية الله هي العليا

- ‌الرابع: الشجاعة الإيمانية

- ‌الخامس: الدعاء والاتصال بالواحد الأحد

- ‌السادس: التوكل على الله

- ‌السابع: الإعداد

- ‌الثامن: التوبة النصوح والعودة إلى الله

- ‌التاسع: تسخير وسائل الإعلام لخدمة الدين

- ‌العاشر: إصلاح المناهج الدراسية

- ‌الحادي عشر: إقامة القسط وتوخي العدل

- ‌الثاني عشر: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌عوامل الهزيمة

- ‌الأول: عدم الثقة بوعد الله الواحد الأحد

- ‌الثاني: الاغترار بالكثرة والقوة

- ‌الثالث: الإرجاف وتصديق الشائعات

- ‌الرابع: التخذيل في صفوف الذين آمنوا

- ‌الخامس: الترف والترهل

- ‌السادس: اشتغال الأمة بالتوافه في حياتها

- ‌السابع: ضياع الهوية الإيمانية

- ‌الثامن: الإسراف في المباحات الملهية

- ‌التاسع: اهتمام الأمة بصغار المسائل على حساب كبارها

- ‌العاشر: عدم ربط الأمة بعلمائها

- ‌الحادي عشر: التنازع والاختلاف

- ‌الثاني عشر: النفاق في الأمة

الفصل: ‌الثالث: الإرجاف وتصديق الشائعات

‌الثالث: الإرجاف وتصديق الشائعات

قال تعالى: {لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ} [الأحزاب:60] المرجفون: أهل الشائعات.

هؤلاء الذين يبثون في قلوب الناس والمجتمع الرعب والخوف دائماً يأتون بشائعة، حدث كذا، وسمعنا كذا، وهؤلاء قوم ليس لهم عمل في الدنيا إلا نقل الأنباء، ويسمون وكالة الكذب، وكالة (يقولون) وكالة (حدثني الثقة) وليس عندهم ثقة، ووكالة سمعت وأخبرني فلان، ويقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح:{بئس مطية الرجل زعموا} .

وإني أحذر من نقل الشائعة ومن ترديدها، ومن الإذعان لها، وهي مرض خطير انتشر في الأمة واستشرى، وكثّر حواجزنا النفسية، وعطل جهودها، وأفسد كثيراً من قلوب الناس، وجعلهم أمام شبح من الخيال، يحرسونه ليل نهار، فالشائعات المغرضة مرة تنشر عن العلماء، ومرة عن أهل الخير، ومرة عن ولاة الأمر، ومرة عن البلاد، ومرة عن مصادر البلاد، ومرة عن الافتقار، فأصبح الناس يصدقونها وأصبحت تنتشر فيهم انتشار النار بالهشيم، وموقفنا منها على ثلاثة أضرب:

الأول: أن يكون مصدرنا دائماً التثبت: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [الحجرات:6]{وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} [الإسراء:36].

الثاني: ألا نحدث بكل ما سمعنا، يقول عليه الصلاة والسلام كما في صحيح مسلم:{كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع} إذا رأيت الرجل يحدث بكل شائعة وبكل خبر، فهو كذوب، ومفتن ودجال، سواء تأكد أو لم يتأكد فهو كذوب، وسوف يكذب مهما كان.

الأمر الثالث: أن نردها إلى أولي العلم: {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} [النساء:83] فنرد هذه الأخبار إلى العلماء، ونطلب آراءهم وفتواهم، ونطلب مواقفهم؛ لأنهم أكثر تجربة، وأنور قلوباً، وأخلص معتقداً، وأكثر علماً:{فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [النحل:43] هذا موقفنا من المرجفين والإرجاف، وأكثر ما يدار في الساحة إرجاف، وبعض الناس يموت بالإرجافات، وأشياء من الخوف.

فقلت لقلبي إن نبت بك نبوة من الهمِ أقصر أكثرُ الروعِ باطلُ

أكثر هذه هواجس وخيالات ما أنزل الله بها من سلطان.

ص: 19