المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌السابع: الإعداد يقول سبحانه وتعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ٣٧٠

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌من عوامل النصر والهزيمة

- ‌موجز في عوامل النصر والهزيمة في الأمة

- ‌عوامل النصر في الأمة

- ‌الأول: طلب الشهادة

- ‌الثاني: رفع راية الجهاد

- ‌الثالث: القتال لتكون راية الله هي العليا

- ‌الرابع: الشجاعة الإيمانية

- ‌الخامس: الدعاء والاتصال بالواحد الأحد

- ‌السادس: التوكل على الله

- ‌السابع: الإعداد

- ‌الثامن: التوبة النصوح والعودة إلى الله

- ‌التاسع: تسخير وسائل الإعلام لخدمة الدين

- ‌العاشر: إصلاح المناهج الدراسية

- ‌الحادي عشر: إقامة القسط وتوخي العدل

- ‌الثاني عشر: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌عوامل الهزيمة

- ‌الأول: عدم الثقة بوعد الله الواحد الأحد

- ‌الثاني: الاغترار بالكثرة والقوة

- ‌الثالث: الإرجاف وتصديق الشائعات

- ‌الرابع: التخذيل في صفوف الذين آمنوا

- ‌الخامس: الترف والترهل

- ‌السادس: اشتغال الأمة بالتوافه في حياتها

- ‌السابع: ضياع الهوية الإيمانية

- ‌الثامن: الإسراف في المباحات الملهية

- ‌التاسع: اهتمام الأمة بصغار المسائل على حساب كبارها

- ‌العاشر: عدم ربط الأمة بعلمائها

- ‌الحادي عشر: التنازع والاختلاف

- ‌الثاني عشر: النفاق في الأمة

الفصل: ‌ ‌السابع: الإعداد يقول سبحانه وتعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ

‌السابع: الإعداد

يقول سبحانه وتعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} [الأنفال:60] ويقول سبحانه: {وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ} [التوبة:46].

أمة تؤمن بالأسباب، وتعلم أن المسبب سبحانه وتعالى هو الذي يقدر وبيده الأمر والحكم، وعنده مقدار كل شيء: إذا أراد أمراً فإنما يقول له كن فيكون، أمة لا تتخلى ولا تتغافل ولكنها تتوكل.

اعقلها وتوكل، وقد بارز صلى الله عليه وسلم وعليه درعان، وجند جيوشه وكان يسابق بين الخيل لتستعد للمعركة، وكان يباري بين أصحابه ويناظر معهم، ويشجع صلى الله عليه وسلم ويركب الأوسمة، ويدعو صلى الله عليه وسلم للشجعان، وينفل الغنيمة، حتى يقول: صوت أبي طلحة خير من مائة فارس في المعركة، وكان يدعو لـ خالد لأنه أبلى بلاءً حسناً.

ويقول علي بن أبي طالب: {ما سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم يفّدي أحداً بأبيه وأمه إلا لـ سعد، يقول له يوم أحد، وهو يعطيه الأسهم، ارم سعد فداك أبي وأمي} ويكفي سعد بن أبي وقاص أنه دمر امبراطورية كسرى ولعب بها وسحقها على التراب.

سعد بن أبي وقاص، هو الذي أعلن لا إله إلا الله في المدائن.

فالمطلوب أن نعد إعداداً عقدياً وعسكرياً، وهو الواجب والمفروض؛ لنكون أمة مرهوبة الجانب.

والأمم والشعوب لا تهادن إلا القوي، ولا تحترم إلا القوي؛ لأننا في عصر التكتل والقوة، لا يؤمن إلا بالسوط والسيف والحديد والنار.

كان في القرن الثاني رجل في الحرم المكي يطوف، وكانت عنده امرأة جميلة، فكان يقول لأحدهم: لا تنظر إلى المرأة، قال: بل سأنظر وماذا في النظر! قال: انتظر قليلاً فذهب إلى جرابه، وأخرج السيف مصلتاً، وقال: إن كنت شجاعاً فانظر، فغض طرفه، فقال هذا الرجل:

تعدو الذئاب على من لا كلاب له وتتقي مربض المستأسد الضاري

وهذه قاعدة معروفة.

الأمم والشعوب، لماذا تحترم بعضها؟ للقوة، وإلا فالدول الصغار ضيعت في دقائق وثوان؛ بسبب أنه ليس عندها قوة ومناعة، لأن العالم الآن ولو عنده هيئة الأمم، وعنده مجلس الأمن، لكنه عالم ظالم، فتجد في البند الثالث من بنود مجلس الأمن يقول: إذا اعتدت دولة من الدول الخمس التي تملك حق النقض "الفيتو" على دولة، فلا يحق للدول أن تتدخل.

الآن روسيا - الاتحاد السوفيتي سابقاً- لما اعتدى على أفغانستان أسمعتم أن دولة تدخلت؟ لا؛ لأن ميثاق الأمم الظالم هكذا.

ثم يقول في البند الرابع: وإذا اعتدت دولة تساندها دولة من الدول الخمس دائمة العضوية التي تملك حق النقض، فلا يحق لدولة أن تتدخل ضد هذه الدولة ولو كانت فقيرة، فإسرائيل الآن لما أخذت فلسطين، هل وقف لها أحد؟ لا.

فهذا ظلم، فعلى المسلمين أن يعرفوا أن العالم هذا لا يريد إلا القوة، ولا يحترم إلا القوي.

يقول زهير بن أبي سلمى، ولو أننا نخالفه في البعض ونوافقه في البعض، يقول:

ومن لا يذد عن حوضه بسلاحه يهدّم ومن لا يظلم الناس يظلم

فأما الشطر الثاني فنكفر به، وأما الشطر الأول فنؤمن به.

ص: 10