المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الرسول صلى الله عليه وسلم والنابغة الجعدي - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ٣٨١

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌من أعذب الشعر

- ‌أهمية الشعر

- ‌قصيدة حسان في الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم والإسلام

- ‌دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم لابن رواحة

- ‌الرسول صلى الله عليه وسلم والنابغة الجعدي

- ‌حديث عمرو بن الشريد

- ‌الشعر وأثره

- ‌أبو بكر ينشد شعراً في سقيفة بني ساعدة

- ‌المتنبي مع سيف الدولة

- ‌قصيدة لتحريض اليمنيين على قتال بريطانيا

- ‌في مدح علي بن موسى

- ‌الحياة الذميمة عند المعري

- ‌نموذج على محبة الخلفاء للشعر

- ‌نماذج مختارة من شعر العصر

- ‌أثر الشعر في نفس الحجاج

- ‌نونية ابن زيدون

- ‌كلام الخالق وكلام المخلوق

- ‌من روائع المراثي

- ‌رثاء التهامي لابنه

- ‌رثاء زوجة لجرير

- ‌متمم بن نويرة

- ‌رثاء أبي تمام لمحمد بن حميد الطوسي

- ‌جرير يرثي بشر بن مروان

- ‌قصيدة البردة لكعب بن زهير

- ‌وصف الحب للشيرازي

- ‌أبيات الحكمة

- ‌الشيب في الشعر العربي

- ‌وصف الزهرة لأبي نواس

- ‌الأسئلة

- ‌شعر الخنساء في رثاء صخر

- ‌بردة البوصيري

- ‌صحة حديث لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحاً

- ‌من أشعار المتنبي

- ‌شعر للأعشى في المديح

الفصل: ‌الرسول صلى الله عليه وسلم والنابغة الجعدي

‌الرسول صلى الله عليه وسلم والنابغة الجعدي

ثم استقبل عليه الصلاة والسلام قبائل العرب، فدخل النابغة الجعدي وكنيته أبو ليلى، وجلس عند النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الثمانين من عمره، فقال: يا رسول الله عندي أبيات نظمتها فيك، قال: قل.

إن الرسول صلى الله عليه وسلم واسع الصدر حليم، بعض الناس تجده ضيقاً لا يسمع الدعابة، ولا يسمع القصائد، ولا يسمع سوالف الناس، ولا قصص الناس، ولكن هذا البحر الحليم الذي بعثه الله رحمة للناس يسمع أخبار الناس، لأن الإنسان يتأثر؛ ولذلك الدعوة تستمع للناس ولأخبارهم وقصصهم وأعلامهم، وهذا من اللطائف، يقول جابر بن سمرة: كان عليه الصلاة والسلام يجلس معنا بعد الفجر في المسجد، فنتحدث في أخبار الجاهلية، فيستمع، ونضحك ويتبسم، وروي عنه صلى الله عليه وسلم أن الناس إذا تحدثوا في الدنيا تحدث معهم، وإذا تحدثوا في المال تحدث معهم، حتى تأتي الغيبة فيسكت ويأمر الناس بالسكوت، وهذا هو أدبه صلى الله عليه وسلم، قال النابغة: قلت يا رسول الله أبياتاً، قال: قل، قال:

تذكرت والذكرى تهيج على الفتى ومن عادة المحزون أن يتذكرا

قال: هيه -أي زد-.

قال:

فلما قرعنا النبع بالنبع لم تكن على البعد في عيدانه أن تكسرا

يمدح قومه، ثم يقول:

سقيناهم كأساً سقونا بمثلها ولكننا كنا على الموت أصبرا

وننكر يوم الروع ألوان خيلنا من الضرب حتى نحسب الجو أشقرا

يقول: يوم الهول نضارب الأعداء حتى تتلطخ خيولنا بالدم، حتى نظن أن الجون -وهو الأبيض- أحمر، ثم يقول في قومه:

بلغنا السما جوداً ومجداً وسؤددا وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا

يقول: يا رسول الله أنا وقومي بلغنا السماء من الكرم، وعسانا نبلغ فوق السماء، فتبسم صلى الله عليه وسلم وضحك وقال:{أين المظهر يا أبا ليلى؟! قال: إلى الجنة يا رسول الله، قال: لا يفضض الله فاك} والجنة فوق السماء، وسقفها عرش الرحمن، وعسى الله أن يدخلنا وإياكم الجنة.

ومعنى (لا يفضض الله فاك) أبقى الله أسنانك، وهذه دعوة تقال للشاعر إذا أجاد، فبقي مائة وعشرين سنة ما سقط له ضرس ولا سن، بدعوة المصطفى صلى الله عليه وسلم.

ص: 5