المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌علة تخصيص أبي لهب بالذكر دون غيره - دروس الشيخ عبد الحي يوسف - جـ ٢٤

[عبد الحي يوسف]

فهرس الكتاب

- ‌تفسير من سورة الكافرون إلى سورة المسد

- ‌تفسير سورة الكافرون

- ‌مواضع قراءة النبي لسورتي الإخلاص في صلاته

- ‌سبب نزول سورة الكافرون

- ‌نفي عبودية النبي لغير الله

- ‌تبرئة النبي صلى الله عليه وسلم من الشرك وأهله

- ‌تهديد الكفار والمشركين

- ‌أكذوبة التقريب بين الأديان

- ‌تاريخ التقريب بين الأديان

- ‌سبب دعوى التقريب بين الأديان في أوساط المسلمين

- ‌أهداف دعوى التقريب بين الأديان

- ‌حكم الإسلام في دعوى التقريب بين الأديان

- ‌تفسير سورة النصر

- ‌البشارة بنصر الله لنبيه وفتح البلدان له

- ‌وجوب مقابلة النعم بالشكر ومعنى الإنابة

- ‌نعي سورة النصر للنبي صلى الله عليه وسلم أجله

- ‌مشروعية صلاة الفتح

- ‌الكفار لا يردعهم إلا حق تحرسه القوة

- ‌التوبة طريق الأنبياء

- ‌تفسير سورة المسد

- ‌سبب نزول سورة المسد

- ‌علة تخصيص أبي لهب بالذكر دون غيره

- ‌خسارة أبي لهب وهلاكه

- ‌تفسير قوله تعالى (ما أغنى عنه ماله وما كسب)

- ‌تفسير قوله تعالى (سيصلى ناراً ذات لهب)

- ‌تفسير قوله تعالى (وامرأته حمالة الحطب)

- ‌تفسير قوله تعالى (في جيدها حبل من مسد)

- ‌مسائل مفيدة في سورة المسد

الفصل: ‌علة تخصيص أبي لهب بالذكر دون غيره

‌علة تخصيص أبي لهب بالذكر دون غيره

يروي الإمام أحمد وابن إسحاق من حديث عباد بن ربيعة الديلي رحمه الله قال: إني لفي سوق ذي المجاز مع أبي إذ أقبل رجل شاب يقول: أيها الناس! قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا، قولوا: لا إله إلا الله تملكوا بها العرب والعجم، وخلفه رجل وضيء أحول ذو غديرتين يقول: لا تصدقوه فإنه كذاب، لا تصدقوه فإنه صابئ، لا تصدقوه فإنه ساحر، فكان الناس يقولون: ما هذا؟ فكانوا يجابون: بأن هذا محمد بن عبد الله يزعم أن الله أرسله، والرجل خلفه هو عمه أبو لهب.

فكان الناس يقولون: عمه أعرف به، ما دام أن عمه قال: بأنه ساحر، وأنه صابئ، وأنه كذاب فهو كذلك، فكان هذا الرجل من أعظم الصادين عن سبيل الله، ولذلك خصه الله بسورة، وما خص أمثاله ونضراءه في الكفر ممن مضى معنا خبرهم: كـ أبي جهل والوليد بن المغيرة المخزومي والعاص بن وائل السهمي وأمية بن خلف الجمحي وشيبة بن ربيعة، لكن هذا الإنسان لما كان لصيقاً بالنبي عليه الصلاة والسلام، وكانت هذه الرحم كفيلة بأن تعطفه عليه، وأن تجعله على الأقل كما كان أبو طالب، فمع أنه ما كان مؤمناً لكنه ما كان يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل كان يمدحه ويثني عليه ويدفع عنه ويقول: ولقد علمت بأن دين محمد من خير أديان البرية ديناً لولا الملامة أو حذار مسبة لوجدتني سمحاً بذاك مبيناً تالله لن يصلوا إليك بجمعهم حتى أوسد في التراب دفيناً كان يدافع عن الرسول صلى الله عليه وسلم.

فأنزل الله عز وجل هذه السورة في أبي لهب لفرط عداوته، والبلوى أنه ما كان وحده، وإنما كانت تعينه زوجه التي هي مثله في الخبث، وصدق الله إذ يقول:{الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ} [النور:26].

ص: 22