المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الشرك في التراث العقائدي عند الهنود - دروس الشيخ عمر الأشقر - جـ ٥٢

[عمر سليمان الأشقر]

فهرس الكتاب

- ‌التراث العقائدي

- ‌مقدمة بين يدي الموضوع

- ‌أثر العقائد في صناعة أفكار الأمم

- ‌عجز العقل الإنساني عن معرفة حقائق كل شيء

- ‌إقحام العقل فيما لا مجال له فيه لا يؤدي إلى نتيجة

- ‌الوحي هادٍ للعقل الإنساني العاجز

- ‌الشرك في التراث العقائدي لدى الأمم

- ‌الشرك عند الصابئة

- ‌الشرك في التراث العقائدي عند الهنود

- ‌الشرك في عقائد الفلاسفة

- ‌الشرك في التراث العقائدي عند اليهود

- ‌الشرك في التراث العقائدي عند النصارى

- ‌الشرك عند العرب قبل بعثة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌طروء الشرك والبدعة على هذه الأمة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌بدعة التشيع

- ‌بدعة الخوارج

- ‌بدعة القدرية والجهمية

- ‌بدعة الاعتزال

- ‌حفظ الله لهذا الدين بأهل الحق

- ‌لن يصلح حال هذه الأمة إلا بما صلح به أولها

- ‌الأسئلة

- ‌عقيدة الأشاعرة

- ‌شبهة حول الكلام عن العقائد والرد عليها

- ‌مصادر العقيدة

- ‌عقيدة الإمام أبي حامد الغزالي

- ‌حكم تأويل صفات الله تعالى

- ‌التحذير من بعض الكتب المعاصرة المخالفة

- ‌من قال إن الصفات من المتشابه يُستفصل عن مراده

- ‌عقيدة الإمام الشوكاني

- ‌واجب المسلم المعاصر نحو التراث الإسلامي

الفصل: ‌الشرك في التراث العقائدي عند الهنود

‌الشرك في التراث العقائدي عند الهنود

وفي بلاد أخرى كالهند عبد الناس هناك الأشجار والأحجار والثعابين والفئران، وقال فلاسفتهم بوحدة الوجود.

وكانت عندهم الديانة البرهمية التي تزعم أن طبقة البراهمة خلقوا من رأس الإله (براهمان)، وأن طبقة الجند خلقوا من منكبيه وذراعيه، والزراع والتجار والعمال من فخذيه، والأرقاء من قدميه، ومنعوا ارتفاع الإنسان إلى طبقة فوق طبقته، وقال فلاسفتهم بالتناسخ، وهو أن روح الإنسان بعد الموت قد تحل في ابنه أو أخته أو أخيه أو في إنسان آخر، أو حتى في خنزير أو كلب، ولهم في ذلك فلسفات يضيق الوقت عن ذكرها.

وأله هؤلاء الناس البشر وعبدوهم من دون الله عندما زعموا أن الآلهة تحل في بعض البشر، أو أن بعض الملوك من نفس الآلهة، كما كان ملوك المصريين القدامى ينصبون أنفسهم آلهة تقدم لهم الهدايا والقرابين، ويُعبدون في المعابد، وقد قال فرعون لأهل مصر:{أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى} [النازعات:24]، وقال لهم:{مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي} [القصص:38].

ولقد قامت في بلاد فارس ديانات كثيرة، ومن أقدمها عبادة (زرادتش) في القرن السابع قبل الميلاد، وقد ادعوا (زرادتش) إلهاً وضعوا حوله الأساطير.

ثم جاء (مانو) بعد الميلاد بأكثر من مائتي عام وقال بقدم النور والظلمة وأنهما إلهان، وادعى مانو أن الجسد سجن للروح، ولا بد من تخليص الروح من سجنها وذلك بإبادة الجنس البشري، وهذه فلسفة من فلسفاتهم، فما كان من الملك -وقد سمع بدعواه- إلا أن أمر الجلاد أن يقص رأسه؛ ليخلص روحه من سجنها.

ثم جاء مزدك بالشيوعية، ونادى بأنه لا زواج، بل تباح النساء والأموال من غير ضابط، ونادى بإلغاء القوانين؛ بحجة أنها تحول بين الإنسان وبين ما يشتهي، وقال بألوهية النور والظلام، فكانت النيران لا تخبو من المعابد، وكان الفرس يسجدون لها.

ص: 9