المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الشرك في عقائد الفلاسفة - دروس الشيخ عمر الأشقر - جـ ٥٢

[عمر سليمان الأشقر]

فهرس الكتاب

- ‌التراث العقائدي

- ‌مقدمة بين يدي الموضوع

- ‌أثر العقائد في صناعة أفكار الأمم

- ‌عجز العقل الإنساني عن معرفة حقائق كل شيء

- ‌إقحام العقل فيما لا مجال له فيه لا يؤدي إلى نتيجة

- ‌الوحي هادٍ للعقل الإنساني العاجز

- ‌الشرك في التراث العقائدي لدى الأمم

- ‌الشرك عند الصابئة

- ‌الشرك في التراث العقائدي عند الهنود

- ‌الشرك في عقائد الفلاسفة

- ‌الشرك في التراث العقائدي عند اليهود

- ‌الشرك في التراث العقائدي عند النصارى

- ‌الشرك عند العرب قبل بعثة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌طروء الشرك والبدعة على هذه الأمة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌بدعة التشيع

- ‌بدعة الخوارج

- ‌بدعة القدرية والجهمية

- ‌بدعة الاعتزال

- ‌حفظ الله لهذا الدين بأهل الحق

- ‌لن يصلح حال هذه الأمة إلا بما صلح به أولها

- ‌الأسئلة

- ‌عقيدة الأشاعرة

- ‌شبهة حول الكلام عن العقائد والرد عليها

- ‌مصادر العقيدة

- ‌عقيدة الإمام أبي حامد الغزالي

- ‌حكم تأويل صفات الله تعالى

- ‌التحذير من بعض الكتب المعاصرة المخالفة

- ‌من قال إن الصفات من المتشابه يُستفصل عن مراده

- ‌عقيدة الإمام الشوكاني

- ‌واجب المسلم المعاصر نحو التراث الإسلامي

الفصل: ‌الشرك في عقائد الفلاسفة

‌الشرك في عقائد الفلاسفة

لقد برز على مر العصور فلاسفة كثيرون، بهروا الناس بسعة علمهم وقدراتهم العقلية الرائعة، ولكنهم لم يستطيعوا أن يتخلصوا من البيئات الوثنية التي عاشوا فيها، ولم يستطيعوا أن يضيئوا طريق البشرية بالهداية إلى الحق.

ومن أبرز هؤلاء الفلاسفة: أفلاطون، وأفلاطون هذا هو الذي قال بوجود أرباب من دون الله، وقد أراد بنظريته الشركية هذه أن يعلل ما يجري في العالم من شر وألم، فالخير عنده كله من العقل المطلق، والعدل كله من الهيولى مادة الخلق.

فالوجود عند أفلاطون طبقتان متقابلتان، فالعقل المطلق هو الخالق للخير، والهيولى مادة الخلق، وبين العقل المطلق والهيولى مخلوقات وهذه المخلوقات على درجات، تعلو بمقدار ما تأخذ من العقل المطلق، وتسفل بمقدار ما تأخذ من الهيولى، وهذه الكائنات المتوسطة بعضها أرباب، وبعضها أنصاف أرباب، وبعضها نفوس بشرية، هذا هو كلام أفلاطون الفيلسوف الكبير كما يسمونه، وقد قال أفلاطون أيضاً بتناسخ الأرواح.

وادعى كثير من الفلاسفة أيضاً أن العالم قديم أزلي، ولذلك لم يستطع البشر أن يحصلوا على الهدى والنور من الفلاسفة.

إن الضلال في تاريخ البشرية كثير متشابك تشابك الطرق في صحراء ليس لها نهاية، وهو ضلال متداخل ملتو معوج، وقد استمر الوحي السماوي يواكب البشرية ويواكب الحياة الإنسانية، فما من أمة إلا خلا فيها نذير، والرسل الذين أرسلهم الله قد أوصلوا صوت الحق إلى جميع الأمم، ولكن البشر في كل العصور يرفضون الاستجابة للرسل، فنجدهم يقفون منهم موقف المعاند المكابر، ويكذبونهم ويتمردون على وحي السماء.

قال تعالى: {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} [يوسف:103]، وقال: (ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ} [المؤمنون:44].

ص: 10