المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌من وصايا الشافعي ليونس - دروس الشيخ محمد إسماعيل المقدم - جـ ١٦

[محمد إسماعيل المقدم]

فهرس الكتاب

- ‌منثورات من أطايب الكلام

- ‌فضل انتقاء أطايب الكلام

- ‌القصص عبرة

- ‌مقياس المحبة للنبي صلى الله عليه وسلم

- ‌القبول للمتقين

- ‌عظم نعم الله

- ‌إخلاص العمل واتباع الأمر

- ‌أشعار فيها مناجاة

- ‌أشعار في الاتعاظ بالموت

- ‌من مواقف الأئمة

- ‌مالك والملبسون

- ‌عبد الرحمن بن أبان يجمع بين الدين والملك والشرف

- ‌الشافعي يرشد تلاميذه

- ‌إمام سني يدمغ شبهة المعتزلة

- ‌الروافض شر من الخوارج

- ‌لا تكن إمعة

- ‌مواقف من التقوى

- ‌الشجاعة في الحق والتضحية في سبيله

- ‌قاض يصلب لإصراره على الحق

- ‌علي بن أبي الطيب وابن سبكتكين

- ‌عبد الله بن حذافة وملك الروم

- ‌من أخبار الجهاد

- ‌موقف أبي عقيل الأنصاري يوم اليمامة

- ‌رجل يدفع نفسه للجهاد دفعاً

- ‌المجاهد بالدعاء

- ‌أبو بكر النابلسي وجهاد العبيديين

- ‌رب محنة خير من منحة

- ‌احذروا صاحب الكساء

- ‌من مواقف الأبرار

- ‌التربية على السنة

- ‌الورع في الدماء

- ‌البر بالأم

- ‌دعاء الأم

- ‌البر بالصاحب

- ‌وصية تغني عن كثير من العلم

- ‌من وصايا الشافعي ليونس

- ‌الجرح والتعديل

- ‌عزة العلم

- ‌سبعك بين لحييك

- ‌البخاري يرجو ألا يكون قد اغتاب أحداً

- ‌منثورات شعرية وحكم دينية

- ‌منثورات أدبية

- ‌قاعدة في التوبة

- ‌المحافظة على الحقوق

- ‌سوأة الشهوة والمعصية

- ‌المطلوب من العلم العمل

الفصل: ‌من وصايا الشافعي ليونس

‌من وصايا الشافعي ليونس

وقال يونس الصدفي: ما رأيت أعقل من الشافعي، ناظرته يوماً في مسألة، ثم افترقنا ولقيني فأخذ بيدي، ثم قال: يا أبا موسى! ألا يستقيم أن نكون إخواناً وإن لم نتفق في مسألة.

وعن يونس بن عبد الأعلى قال: قال لي الشافعي: يا يونس! إذا بلغك عن صديق لك ما تكرهه، فإياك أن تبادره بالعداوة وقطع الولاية، فتكون ممن أزال يقينه بشك، ولكن القه وقل له: بلغني عنك كذا وكذا، واحذر أن تسمي له المبلغ، فإن أنكر ذلك فقل له: أنت أصدق وأبر، لا تزيدن على ذلك شيئاً، وإن اعترف بذلك فرأيت له في ذلك وجهاً لعذر فاقبل منه، وإن لم تر ذلك فقل له: ماذا أردت بما بلغني عنك؟ فإن ذكر ما له وجه من العذر فاقبل منه، وإن لم تر ذلك وجهاً لعذر وضاق عليك المسلك فحينئذ أثبتها عليه سيئة، ثم أنت في ذلك بالخيار إن شئت كافأته بمثله من غير زيادة، وإن شئت عفوت عنه، والعفو أقرب للتقوى وأبلغ في الكرم؛ لقوله تعالى:{وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} [الشورى:40]، فإن نازعتك نفسك بالمكافأة ففكر فيما سبق له لديك من الإحسان فعدها، ثم اذكر له إحساناً بهذه السيئة، ولا تبخس باقي إحسانه السالف لهذه السيئة فإن ذلك الظلم بعينه.

يا يونس! إذا كان لك صديق فشد يديك به، فإن اتخاذ الصديق صعب ومفارقته سهل.

ص: 36