المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌إهانة التعليم واحتقار العلماء - دروس الشيخ محمد إسماعيل المقدم - جـ ٤٠

[محمد إسماعيل المقدم]

فهرس الكتاب

- ‌منكرات التمثيل

- ‌حرمة الغيبة

- ‌الغيبة بالقول والإشارة

- ‌الغيبة بالمحاكاة

- ‌التمثيل أحكامه وأنواعه

- ‌تنبيهات بين يدي الحديث عن التمثيل

- ‌مكانة الصحابة رضي الله عنهم وحرمة تصويرهم

- ‌التمثيل وقضاؤه على الأوقات وشغلها باللهو والعبث

- ‌تردي أخلاق الممثلين

- ‌حرص أرباب التمثيل على المكاسب المادية

- ‌التساهل في تحقيق الوقائع التاريخية ومحاولة تشويه التاريخ الإسلامي

- ‌منكرات التمثيل

- ‌منافاته للمروءة والعقل السليم

- ‌بدعيته المخالفة لنهج السلف رضوان الله عليهم

- ‌التشبه بالكافرين

- ‌كونه من اللهو الباطل

- ‌دخول الكذب فيه للإضحاك

- ‌منافاة التمثيل لخلق الحياء

- ‌إضاعة الأوقات الثمينة

- ‌منافاته للهدي النبوي في ترك السهر بعد العشاء

- ‌دخول المنهي عنه كوصل الشعر ونحوه في التمثيل

- ‌تغيير خلق الله تعالى في التمثيل

- ‌إضاعة المال فيما يعود بالضرر وفساد الأخلاق

- ‌دخول الغيبة والمحاكاة في التمثيل

- ‌التعدي على شرع الله والاستهزاء بالمسلمين

- ‌إهانة التعليم واحتقار العلماء

- ‌أذية المسلمين وتتبع عوراتهم

- ‌احتواء التمثيل على الكذب وقول الزور

- ‌دخول النساء في التمثيل والقيام بدور الكافرين

- ‌احتواء التمثيل على الكلام فيما لا يعني

- ‌تشبه الرجال بالنساء في التمثيل

- ‌اختلاط الممثلين بالممثلات والخلوة بهن

- ‌نظر الممثلين والناظرين إليهم إلى العورات المحرم كشفها

- ‌وقوع الناظرين في إهدار المال في الباطل وارتكاب المحرمات

- ‌صرخة نداء وتذكير

الفصل: ‌إهانة التعليم واحتقار العلماء

‌إهانة التعليم واحتقار العلماء

وفي نفس الوقت الذي يحقرون فيه الشيوخ، ويأتون بالشيوخ -مثلاً- في هيئة منكرة وقبيحة ويسخرون منهم ويهزءون بهم؛ لا يجرؤ أحد منهم أن يمثل دور القسيس أو الحاخام احتراماً للأديان، وديننا نحن ينتهكون حدوده ويسخرون من علمائنا ومن المشايخ! يقول بعض العلماء في هذه المسألة: وإن كان التمثيل بأشخاص غير معينين فتقع المنكرات فيه كثيرة، منها أنهم يمثلون علماء الإسلام ورجال الدين على العموم، فيلبسون ملابسهم وعمائمهم على هيئة منكرة مشوهة، ويلصقون اللحى المصطنعة في حالة مزرية تدل على غاية الاحتقار والاهانة، ويقلدونهم في كلامهم، ويحكونهم في النطق بالقاف، ويأتون بالكلمات المعربة، والحاضرون يضحكون، وفيهم اليهود والنصارى، فيسرون بذلك غاية السرور، ويحتقرون هؤلاء الفجرة المارقين أشد الاحتقار؛ إذ يرونهم يمثلون علماءهم في حين أنهم يجلون أحبارهم غاية الإجلال، فتكون المصيبة بهذا التمثيل أعظم.

فالمقصود من هذا التمثيل إهانة العلم، وإهانة الدين الذي ينتمي إليه العلماء، وليس المقصود الأشخاص والهيئات؛ لأن أكثر العوام يشاركونهم في ذلك اللباس، فالإزراء والإهانة راجعان إلى العلم والدين، وذلك كفر بإجماع العلماء، وقد حكم الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله بكفر من قال لعمامة العالم:(عميمة) بالتصغير يقصد بها احتقارهم، فلو أن أحداً يتكلم على عمامة أحد الأئمة أو العلماء ويقول: عميمة هذا الرجل، ويقصد بذلك الاحتقار والازدراء والتصغير والاستخفاف والإهانة، فهذا راجع إلى وصف العالم الذي هو حامل علم الشريعة المطهرة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(ليس منا من لم يجل كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقه).

وتجدهم يخصون من أهل اللحى ذوي الشيبة في الإسلام، فيمثلون الناس الذين شابوا في الإسلام، حتى إنهم يلصقون أحياناً قطعاً من الفراء الأبيض مبالغة في التشويه والإهانة والسخرية، فهي لحى مصطنعة ترمز لذوي الشيبة من المسلمين، وهذا مع كون فاعله ملعوناً -كما في الحديث- فإن فيه اعتداءً وانتهاكاً لحرمة المسلم الذي قد شاب، قال صلى الله عليه وسلم:(إن من إجلال الله -أي: من تعظيم الله سبحانه وتعالى إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط) فأين هذا الإكرام من هذه المهانة؟! وقال الله عز وجل في الحديث القدسي: (من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب) وهناك ألفاظ أخرى للحديث، منها:(من أهان لي ولياً فقد بارزني بالمحاربة) وفي لفظ آخر: (من آذى أولياء الله فقد بارز الله بالمحاربة).

ص: 26