المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الغيبة بالمحاكاة قالت عائشة رضي الله عنها: (وحكيت له إنساناً فقال: - دروس الشيخ محمد إسماعيل المقدم - جـ ٤٠

[محمد إسماعيل المقدم]

فهرس الكتاب

- ‌منكرات التمثيل

- ‌حرمة الغيبة

- ‌الغيبة بالقول والإشارة

- ‌الغيبة بالمحاكاة

- ‌التمثيل أحكامه وأنواعه

- ‌تنبيهات بين يدي الحديث عن التمثيل

- ‌مكانة الصحابة رضي الله عنهم وحرمة تصويرهم

- ‌التمثيل وقضاؤه على الأوقات وشغلها باللهو والعبث

- ‌تردي أخلاق الممثلين

- ‌حرص أرباب التمثيل على المكاسب المادية

- ‌التساهل في تحقيق الوقائع التاريخية ومحاولة تشويه التاريخ الإسلامي

- ‌منكرات التمثيل

- ‌منافاته للمروءة والعقل السليم

- ‌بدعيته المخالفة لنهج السلف رضوان الله عليهم

- ‌التشبه بالكافرين

- ‌كونه من اللهو الباطل

- ‌دخول الكذب فيه للإضحاك

- ‌منافاة التمثيل لخلق الحياء

- ‌إضاعة الأوقات الثمينة

- ‌منافاته للهدي النبوي في ترك السهر بعد العشاء

- ‌دخول المنهي عنه كوصل الشعر ونحوه في التمثيل

- ‌تغيير خلق الله تعالى في التمثيل

- ‌إضاعة المال فيما يعود بالضرر وفساد الأخلاق

- ‌دخول الغيبة والمحاكاة في التمثيل

- ‌التعدي على شرع الله والاستهزاء بالمسلمين

- ‌إهانة التعليم واحتقار العلماء

- ‌أذية المسلمين وتتبع عوراتهم

- ‌احتواء التمثيل على الكذب وقول الزور

- ‌دخول النساء في التمثيل والقيام بدور الكافرين

- ‌احتواء التمثيل على الكلام فيما لا يعني

- ‌تشبه الرجال بالنساء في التمثيل

- ‌اختلاط الممثلين بالممثلات والخلوة بهن

- ‌نظر الممثلين والناظرين إليهم إلى العورات المحرم كشفها

- ‌وقوع الناظرين في إهدار المال في الباطل وارتكاب المحرمات

- ‌صرخة نداء وتذكير

الفصل: ‌ ‌الغيبة بالمحاكاة قالت عائشة رضي الله عنها: (وحكيت له إنساناً فقال:

‌الغيبة بالمحاكاة

قالت عائشة رضي الله عنها: (وحكيت له إنساناً فقال: ما أحب أني حكيت إنساناً وأن لي كذا وكذا).

فقوله: (ما أحب) يعني: ما أود (أني حكيت إنساناً) أي: فعلت مثل فعل أحد.

يعني: ما أحب أن أتحدث بعيب أحد سواء أكان هذا الحديث قولياً أم فعلياً.

وقولها: (وحكيت له إنساناً) بمعنى: حاكيت.

أي: فعلت مثل فعله.

أي: قلدته فمثلت بشخصه، وفعلت نفس حركته أو مشيته أو كلامه.

يقال: حكاه، وحاكاه.

وأكثر ما تستعمل المحاكاة في القبيح، ولو حملنا قوله:(ما أحب أني حكيت إنساناً) على المعنى الحسن -أي: المحاكاة الحسنة- فيكون هذا إشارة إلى المبالغة، أي: إن كان النبي صلى الله عليه وسلم زجر في المحاكاة الحسنة وقال: (ما أحب أني حكيت إنساناً) فكيف بالمحاكاة في الأفعال القبيحة؟! قوله: (وأن لي كذا وكذا) هذه جملة حالية، يعني: لا أحب أني أقلد إنساناً، أو أمثل بشخص فلان، أو أقلد حركاته (وأن لي كذا وكذا) أي: ولو أعطيت كذا وكذا من الدنيا.

يعني: حتى لو وزن لي من المال أو من الدنيا الشيء العظيم حتى أقوم بفعل المحاكاة ما أحب ذلك، ولا أقبل ذلك.

قال الإمام النووي رحمه الله: من الغيبة المحرمة المحاكاة، بأن يمشي متعالياً أو مطأطئاً رأسه أو غير ذلك من الهيئات.

فالإنسان لا يقلد شخصاً فيحاكيه في حركاته أو في مشيته.

وقال -أيضاً- رحمه الله تعالى: هذا الحديث من أعظم الزواجر عن الغيبة أو أعظمها، وما أعلم شيئاً من الأحاديث بلغ في ذمها هذا المبلغ.

وما ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم.

ص: 4