المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌انحراف الشباب أثر سادس: أن هذه الأفلام مسئولة مسئولية كبيرة عن - دروس الشيخ محمد الدويش - جـ ٣٧

[محمد الدويش]

فهرس الكتاب

- ‌حصاد الأفلام

- ‌نشأة الأفلام

- ‌كيف وفدت ظاهرة الأفلام إلى مجتمعنا

- ‌حجم وجود أجهزة الفيديو في الخليج

- ‌الآثار الخبيثة للأفلام

- ‌الدعوة إلى الشرك والكفر

- ‌إضعاف عقيدة الولاء والبراء

- ‌تشويه المعاني الشرعية

- ‌تشويه سير العلماء والصالحين

- ‌التأخر عن الصلاة وتركها

- ‌انحراف الشباب

- ‌الفساد الأخلاقي

- ‌تعليم العلاقات المحرمة

- ‌وأد العفاف وتدنيس الأعراض

- ‌القضاء على مفهوم المنكر

- ‌القضاء على الآداب الشرعية

- ‌المعاصي المتراكبة

- ‌هدم الصلة الزوجية

- ‌غرس القيم الوافدة

- ‌التقليد والمحاكاة

- ‌الاهتمامات الدائرة حول الحب والغرام

- ‌التعثر الدراسي

- ‌الدعوة للسفر إلى الخارج

- ‌الهم والتفكير

- ‌إضاعة الوقت

- ‌الانصراف عن القراءة والمطالعة

- ‌اعتياد السهر

- ‌تضييع الأموال

- ‌تعليم فن الجريمة

- ‌الأثر الأمني والسياسي

- ‌كيفية التخلص من الأفلام السيئة

- ‌التفكير الجاد في الاستغناء عن التلفاز

- ‌تربية نوازع الرفض للأفلام عند الشباب

- ‌تقديم البدائل المفيدة عن الأفلام

- ‌ملء أذهان الشباب بالاهتمامات الجادة

- ‌اشغل أوقات الفتيات بأعمال المنزل

- ‌توسيع التوعية بأضرار الأفلام

- ‌تبني برامج توزيع الشريط الإسلامي

الفصل: ‌ ‌انحراف الشباب أثر سادس: أن هذه الأفلام مسئولة مسئولية كبيرة عن

‌انحراف الشباب

أثر سادس: أن هذه الأفلام مسئولة مسئولية كبيرة عن كثير من حالات انحراف وفساد الشباب، وأظن أن هذه صورة معروفة ومشاهدة لدى الجميع، لكن يمكن أن أذكر بعض الأمثلة: في أحد أعداد مجلة دار الملاحظة، يذكر أحد الموقوفين في الدار: أن سبب مشكلته أصلاً تبدأ من خلال فيلم شاهده، وبعد ذلك قاده إلى أن يقع في الجريمة ويكون أحد نزلاء الدار.

وفي تحقيق أجرته جريدة الأنباء الكويتية أيضاً حول بعض هذه المظاهر: يذكر أحد هؤلاء الشباب أنه كان مع مجموعة من رفاقه فقام أحدهم بتشغيل الفيلم وبدأ بعد ذلك مسلسل الانحراف والفساد.

أحد الشباب كان طالباً يدرس عندي وهداه الله سبحانه وتعالى واستقام، وبعد فترة لاحظت عليه أثر التغير وانحرف عافانا الله وإياكم، فوجهت له هذا السؤال، قلت له: أريد أن أعرف السبب المباشر لتغيرك وانحرافك، فذكر لي أنه كان يجلس مع بعض الشباب الصالحين الأخيار وانشغل عنهم أو انقطع عنهم فترة معينة ويقول: كنت أجلس عند الباب فدعاني أحد الشباب في الحي -من أصدقائه القدامى- فدخلت عنده فشاهدت أحد الأفلام وبعد ذلك بدأ مسلسل الفساد والانحراف.

طبيعي جداً أن يكون فيلم واحد مسئولاً عن تدمير هذا الشاب، بل مسئول عن تدمير أسرة بكاملها، وسيأتي عرض نماذج من ذلك.

أقول: طبيعي جداً أن يكون ذلك؛ نظراً لأن هذا الشاب يعيش شهوة متوقدة وعارمة ويعاني من وسائل الإثارة والإغراء، وتفتح أمامه أبواب قضاء الشهوة، وإضافة إلى افتقاد التوجيه، وافتقاد النصح، ويفتقد هذا الشاب إلى من يعرف دوافعه ومن يعرف حقيقته، وأستطيع أن أقول: إن الرجل الذي يعرف حقيقة هذا الشاب وواقعه ودوافعه هو ذاك الذي قام بتسجيل هذا الفيلم له، أما الكثير من الناصحين، فتجد أن كثيراً من الأساتذة والآباء والكثير من أصحاب التوجيه يعيشون في بعد وغيبوبة عن مثل هذا الواقع، فهو يسمع عن شيء اسمه الأفلام يسمع عن شيء اسمه البث المباشر؛ لكنه لا يدري ماذا يدور وراء هذه الكواليس ولا يدري ماذا يشاهد أمثال هؤلاء الشباب، وعندما تحكي له قصة أو صورة من ذلك يضع يده على رأسه ويستغرب كيف يحصل مثل هذا، فكيف إذا شاهد مثل هذا الواقع بنفسه؟ ولا يعرف الإسلام من لا يعرف الجاهلية.

وأقول أيها الإخوة، وأكرر ما قلته قبل قليل: لا يسوغ أبداً أن نحكم على ظواهر المجتمع، ونحكم على المجتمع من خلال زوايا محددة نتعامل معها فقط، أو من خلال الواقع الذي يتعامل معه الإنسان أو الجو الذي يعيشه، فالواقع والمجتمع جو وفيه متغيرات أكبر بكثير من تلك التي تراها وتدركها.

ص: 11