المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌ردة الفعل الأمر الحادي عشر: ردة الفعل: ردة الفعل دائماً تؤدي - دروس الشيخ محمد الدويش - جـ ٤١

[محمد الدويش]

فهرس الكتاب

- ‌غياب الاعتدال

- ‌الاعتدال سنة الله في خلقه

- ‌الوسطية والاعتدال سمة التشريع الإسلامي

- ‌مجالات يغيب فيها الاعتدال في حياة بعض الناس

- ‌الاعتقاد والتوحيد

- ‌العبادة

- ‌السلوك الشخصي

- ‌تقويم الأشخاص والمشروعات والهيئات والجماعات

- ‌الأفكار والمشروعات

- ‌الآراء الشخصية

- ‌الاختيارات الفقهية

- ‌الظواهر الاجتماعية

- ‌الظواهر والأحداث السياسية

- ‌التعامل مع المخالف

- ‌عوامل وأسباب نشأة الغلو وفقد الاعتدال

- ‌الإيغال في التخصص

- ‌التكوين الشخصي

- ‌البيئة الاجتماعية

- ‌غياب منهج التفكير الموضوعي

- ‌الرؤية الجزئية

- ‌التربية

- ‌طغيان العاطفة

- ‌غياب الرأي الآخر

- ‌غياب الحوار

- ‌ردة الفعل

- ‌غياب النسبية

- ‌الأسئلة

- ‌الموقف من خطأ كثير الخير

- ‌مكانة العلماء والموقف من زلاتهم

- ‌غاية التحذير لا تبرر وسيلة المبالغة

- ‌الوسطية المطلوبة في العلاقات الأخوية

- ‌كيفية الاعتدال في جلب ما يحمل الخير والشر

- ‌ضرر الحديث في مسائل الدين بغير علم

- ‌حكم الإسراع بالصلاة في المسجد خشية الرياء

- ‌الوسطية في تقويم آراء الأشخاص

- ‌المراد بالاعتدال في المسائل الاجتهادية

- ‌ميزان الاعتدال

- ‌الموقف من اشتغال الدعاة بإخوانهم وترك ما هو أهم

- ‌الفرق بين الغلو والتطرف

- ‌صلة الاعتدال بالبحث عن النوايا حال تحليل المواقف

- ‌منزلة الجهاد

الفصل: ‌ ‌ردة الفعل الأمر الحادي عشر: ردة الفعل: ردة الفعل دائماً تؤدي

‌ردة الفعل

الأمر الحادي عشر: ردة الفعل: ردة الفعل دائماً تؤدي إلى الغلو، وردة الفعل قد تكون من خطأ شخصي، بعض الناس الذين كانوا على معصية، كانوا في ضلال وانحراف، إذا تاب بعضهم قد يجنح إلى الغلو كردة فعل لواقعه السابق، بعض الناس الذين كانوا في أيام انحرافهم يقعون في فساد خلقي -مثلاً- تجده يبالغ في اتهام الناس في القضايا الخلقية، والذي كان في فساد مالي أياً كان التقصير الذي يقع فيه، قد يقع في ردة الفعل، إما أن يقسو على نفسه في هذا الأمر أو يتهم الآخرين به، كذلك من يقصر في شيء، كشاب يقصر في عنايته بطلب العلم واهتمامه به، ثم يفيق بعد ذلك ويشعر أنه ضعيف في هذا الأمر، قد تجده يبالغ ويغلو في هذا الأمر على حساب أمور أخرى مهمة وضرورية، وقل مثل ذلك في أي أمر وأي جانب من جوانب حياته وجوانب شخصيته، وكذلك ردة الفعل من سوء الواقع، الواقع السيئ يولد ردة فعل، حينما يرى الإنسان منكرات، يرى واقعاً سيئاً، يرى سوءاً، يرى فساداً، وليس كل الناس يجيدون التوازن في ردة فعلهم تجاه هذا الواقع، فقد يجنح الإنسان إلى نوع من الغلو كما نلحظ، قد يغلو في التكفير، قد يغلو في الحكم على المجتمع، قد يغلو في رؤيته للإصلاح إلى غير ذلك؛ نتيجة هذا الواقع السيئ الذي عايشه، وهي ردة الفعل تجاه الغلو السابق، ولهذا تجد من يغلو في مقابل هذا الغلو، قد يوجد -مثلاً- شخص يجتهد في تطبيق السنة ويحرص عليها فيبالغ في ذلك، فيسيء أو يغلو في هذا الأمر، فتجد بالطرف الآخر من يغلو في هذا الأمر ويسخر ممن يطبق السنة، ويجعل هذه الأمور أموراً هامشية، هذا الغلو والتطرف نشأ كردة فعل لذلك التطرف الآخر، ولو تأملت في الفرق الضالة التي نشأت لوجدت أن كثيراً منها نشأ ردة فعل لتلك الطائفة الأخرى.

وكذلك اليوم حين يوجد من يتصرف تصرفات باسم أي موقف شرعي، باسم إنكار المنكر مثلاً، باسم الجهاد، قد يتصرف الإنسان تصرفاً غير مشروع، ويعتقد أن هذا العمل هو من الجهاد في سبيل الله، قد يقابله ردة فعل، ولمسنا شيئاً من هذا ممن يهمش موضوع الجهاد، ممن يكون عنده انقباض من إطلاق كلمة الجهاد أصلاً، مع أنك حينما تقرأ القرآن لا تكاد تجد سورة من سور القرآن تخلو من الحديث عن هذا الأمر العظيم الذي هو ذروة سنام الإسلام، تجد من يفسر الجهاد بأنه رد العدوان فقط، وأن الأمة أمة لا تبدأ بالعدوان إلى غير ذلك من تهميش هذه القضية، وهي ردة فعل لتصرف شخص قد يكون اجتهد اجتهاداً خاطئاً في أمر من الأمور، وهذا لا يعني أن نعالج هذا الخطأ -إذا كان خطأً- بخطأ في الطرف الآخر، وقل مثل ذلك في كثير مما تراه في الساحة من مواقف كثير منها يكون منشؤه ردة فعل من خطأ الآخرين، ومن هنا يجب حينما نعالج موقفاً أن نتوقف كثيراً، ففرق بين موقف ننشئه ابتداء في ظروف طبيعية، وبين موقف ننشئه كردة فعل من خطأ آخر، وكون الآخرين يخطئون لا يعني أن موقفنا صحيح، لا يعني أن موقفنا سليم، قد يخطئ الآخرون فنخطئ نحن في الطرف المقابل، ولهذا يجب أن يكون عندنا حذر من ردة الفعل في نقدنا للآخرين، وهذا كثيراً ما تلمسه في الردود، إذا رأيت من يرد بعضهم على بعض تجد أن كلاً منهم يجنح إلى التطرف في جانب ومجال آخر.

ص: 25