المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المسئول عن أزمة المراهقة - دروس الشيخ محمد الدويش - جـ ٤٨

[محمد الدويش]

فهرس الكتاب

- ‌المراهقون الوجه الآخر

- ‌التعريف بالمراهقة

- ‌الدوافع لإعادة النظر فيما صدر من الدراسات عن المراهقة

- ‌النشأة الغربية لعلم النفس

- ‌تأثر هذه الدراسات بشخصية الباحثين الغربيين

- ‌ارتباط مرحلة المراهقة بسن التكليف الشرعي

- ‌نماذج من التاريخ في الدور الإيجابي للمراهقين

- ‌هل كان المسلمون يعانون أزمات المراهقة من قبل

- ‌شواهد علم النفس

- ‌المسئول عن أزمة المراهقة

- ‌مؤثرات الحياة المعاصرة في مرحلة المراهقة

- ‌سيطرة التحليل الغربي على علم النفس

- ‌نظام التعليم المعاصر

- ‌الإثارة والمغريات والترف

- ‌غياب التوجيه والمثل الأعلى

- ‌الأسئلة

- ‌كتب ينصح بقراءتها عن المراهقة

- ‌مشكلة النظر إلى المردان

- ‌خوف الأب من انحراف الابن

- ‌سبب الكلام في موضوع المراهقة

- ‌علاج مشكلة الإعجاب والتعلق بين المراهقين

- ‌التوبة في حق من أسرف في المعاصي

- ‌علاج الشك والسؤال عن بدء الخلق

- ‌حكم العادة السرية

- ‌تنمية التوجه للعبادة والتقوى

- ‌حكم من يمارس العادة السرية في نهار رمضان

- ‌حديث (يعجب ربك من شاب ليست له صبوة)

- ‌تربية النفس على الجهاد

الفصل: ‌المسئول عن أزمة المراهقة

‌المسئول عن أزمة المراهقة

إذاً: نخلص من هذه الحقائق السابقة إلى أن المقولة حول أزمة المرهقة وأن مرحلة المراهقة مرحلة متحكمة فيها الأزمات، والمشكلات، والصبوة والانحراف، مقولة خاطئة ولدها علم النفس المعاصر الذي نشأ نشأة غربية، فالباحثون هم أولئك الغربيون، والمجتمعات التي تجرى عليها الدراسات هي تلك المجتمعات الغربية، وهذا يعني أن يعيد الآباء النظر من جديد في تعاملهم مع أبنائهم، وأن يروا أن كون الابن شاباً لا يزال في ريعان الشباب ومرحلة المراهقة لا يعطيه مسوغاً بحال للانحراف والصبوة وأن يعب من الشهوات.

وينبغي أن يعيد الأساتذة ورجال التربية النظر أيضاً من جديد في نظرتهم للجيل الذي يعلمونه ويدرسونه، ينبغي أن نعيد النظر في تطلعاتنا وما نرجوه من الشباب في هذه المرحلة، وأن نعيد النظر أيضاً لأنفسنا إذا كنا نحن نعيش هذه السن وهذه المرحلة.

هذا كله لا يعني أبداً أن مرحلة المراهقة ليس فيها مشكلات، وليس فيها أزمات، وحينما ننفي ذلك نفياً قاطعاً فنحن قد نناقض الواقع الذي نعيشه، لكن فرق بين أن يكون هناك أزمات ومشكلات يعيشها المراهق، وبين أن تكون مرحلة المراهقة مرحلة ملازمة للأزمة والمشكلة والانحراف والصبوة، فرق بين أن نلتمس له العذر من جراء هذا الانحراف وهذا الفساد لأنه مراهق، ولأنه لا يزال شاباً، ولأنه سيدرك بإذن الله أن يستقيم حين يكبر ويتقدم به السن؛ فرق بين هذا وذاك.

ثم إن الواقع الذي نعيشه والمشكلات التي نعيشها هي نتاج للعصر الحاضر الذي نعيشه بكل ما فيه من فساد وسوء، فالعصر الحاضر هو المسئول عما يسمى بأزمة المراهقة، ولهذا رأينا عالم المراهقة عند أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وعند سلف الأمة عالماً آخر يختلف تماماً عن هذا العالم الذي نعيشه.

إن المراهقين الذين أصبحنا نراهم الآن يلاحقون آخر الصرعات المعاصرة الهيبز والانحراف والأمراض الجنسية ونزلاء الدور الإصلاحية ودور الملاحظة، ونراهم يتزعمون عصابات الإجرام والفساد ولا يطيق ضبطهم آباؤهم ولا أمهاتهم ولا أساتذتهم ولا مجتمعاتهم ولا حتى أجهزة الأمن في هذه المجتمعات التي يعيشونها.

إن الشباب الذين يعيشون في هذه السن قد عاش قبلهم أولئك في السن نفسها أولئك الذين كانوا يتسابقون على ميادين الجهاد والاستشهاد في سبيل الله، ويتسابقون على حلق العلم وحفظ كتاب الله سبحانه وتعالى، فلو كانت القضية قضية السن لرأينا هذا النموذج عند أولئك السابقين.

ص: 10