المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فضل الصدقة وثمارها في الدنيا والآخرة - دروس للشيخ إبراهيم الفارس - جـ ٢٤

[إبراهيم بن عثمان الفارس]

فهرس الكتاب

- ‌عطاؤنا لمن

- ‌وقفات حول الإنفاق والعطاء والبذل في وجوه الخير

- ‌من الصور السلبية للعطاء والبذل: عدم اليقظة عند توزيع المساعدات

- ‌من الصور الإيجابية للعطاء والبذل همة داعية وثمراتها

- ‌من الصور الإيجابية للعطاء والبذل همة أخرس في الدعوة إلى الله

- ‌فضل الصدقة وثمارها في الدنيا والآخرة

- ‌وقفتان مع حديث (اللهم أعط منفقاً خلفاً وأعط ممسكاً تلفاً)

- ‌القليل الدائم من الإنفاق خير من الكثير المنقطع

- ‌آداب الإنفاق

- ‌من الصور الإيجابية للعطاء والبذل: قيام شخص واحد بتوزيع مائة ألف مظروف على الحجاج

- ‌وقفات مع بعض سلبيات العطاء والبذل

- ‌من الصور السلبية للعطاء والبذل وقوع المراكز الإسلامية في الغرب في أيدي أهل البدع باسم الانتخابات

- ‌من الصور السلبية للعطاء والبذل الاغترار بالظاهر وعدم التبين والتفحص

- ‌من الصور السلبية للعطاء والبذل عدم اقتران العطاء بالدعوة

- ‌الأسئلة

- ‌حكم الإنفاق للمال بنية أن الله يضاعفه ويزيده

- ‌نموذج من البرامج العملية في الإنفاق على الدعوة إلى الله عز وجل

الفصل: ‌فضل الصدقة وثمارها في الدنيا والآخرة

‌فضل الصدقة وثمارها في الدنيا والآخرة

لا بد أن نعلم أن الصدقة ظل ظليل يتفيؤه المؤمن يوم لا ظل إلا ظله سبحانه وتعالى، ومن الذين يستظلون بظل العرش يوم القيامة: رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، وكما هو معلوم لبعضكم أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول:(كل امرئ في ظل صدقته حتى يفصل بين الناس)، الله أكبر! فأنت تستطيع أن تنشئ لنفسك شيئاً يظلك يوم القيامة عندما تدنو الشمس من الخلائق، بحيث يخرج العرق منهم حتى يغطي بعضهم إلى رقبته، والبعض إلى حقويه، والبعض إلى ركبتيه، والبعض إلى عقبيه، بحسب صلاحه وبحسب فساده وكثرة معاصيه.

إذاً: إذا كانت لديك صدقات فأنت ستظفر بأن الشمس لن تؤثر فيك؛ لأنك ستكون في ظل هذه الصدقة التي قدمتها.

أيها الأخ المبارك! لو تصفحنا آيات القرآن الكريم وتمعنا فيها لوجدنا أن فيها وقفات ووقفات كثيرة متعددة تدعونا إلى النفقة، وإلى المسارعة في الإنفاق قبل فوات الأوان، وهذا جانب تربوي مهم جداً ينمي فينا صفة المسارعة إلى الخيرات، والمبادرة إليها قبل الفوات، لنقدم بين أيدينا زاداً نستظل به بعد الممات، حين نقوم لرب العالمين، يقول الله سبحانه وتعالى:{أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ} [المؤمنون:61].

ويقول سبحانه: {وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ} [البقرة:272].

والصدقة أيها المبارك! تنمي المال وتباركه وتحفظه من الآفات وتبقيه، يقول المصطفى عليه الصلاة والسلام:(ما نقص مال من صدقة)، بل تزده.

ص: 6