المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌وسطية أهل السنة في مسألة الصحابة وآل البيت - دروس للشيخ ابن جبرين - جـ ٦

[ابن جبرين]

فهرس الكتاب

- ‌لا إفراط ولا تفريط

- ‌دين الإسلام وسط بين الأديان

- ‌كمال دين الإسلام ووجوب اتباعه

- ‌انحراف بعض الفرق عن الإسلام

- ‌كمال الإسلام وحرمة الزيادة فيه

- ‌الإسلام نسخ كل ما تقدمه من الأديان

- ‌أمثلة على وسطية الإسلام بين اليهود والنصارى

- ‌وسطية الإسلام في القصاص

- ‌وسطية الإسلام في المجازاة

- ‌وسطية الإسلام في الطلاق

- ‌وسطية الإسلام في عيسى بن مريم

- ‌وسطية أهل السنة بين الفرق

- ‌وسطية أهل السنة في مسألة الأولياء

- ‌وسطية أهل السنة في باب القدر

- ‌وسطية أهل السنة في باب الإيمان

- ‌وسطية أهل السنة في مسألة الصحابة وآل البيت

- ‌الوسطية في باب العبادات

- ‌الوسطية في الطمأنينة في الصلاة

- ‌الوسطية في باب النوافل

- ‌الوسطية في مسألة تصحيح نطق الأحرف

- ‌الوسطية في مسألة نية الصلاة

- ‌الوسطية في باب الاغتسال

- ‌الوسطية في باب إزالة النجاسات

- ‌الوسطية في باب الطهارة

- ‌الإفراط والتفريط في اللباس

- ‌الإفراط والتفريط في المأكل

- ‌الإفراط والتفريط في أمر الدنيا

- ‌الإفراط والتفريط في المعاملات

الفصل: ‌وسطية أهل السنة في مسألة الصحابة وآل البيت

‌وسطية أهل السنة في مسألة الصحابة وآل البيت

ٍوتوسطوا في الصحابة، بل وفي غيرهم من أولياء الله، ونبدأ بالتوسط في الصحابة فنقول: قد ضل في باب الصحابة طائفتان: إحداهما فرطت، والأخرى أفرطت، وأهل السنة بينهما وسط لا إفراط ولا تفريط، وقد ضلت في شأن أهل البيت -خاصة- فرقتان: فرقة تكفرهم وتستبيح لعنهم، ويقال لهم: النواصب، وهم الذين نصبوا العداوة للصحابة، وأخرجوهم من الإسلام، وفرقة تغلو فيهم وتجعل عليا هو الله أو الرسول أو الأحق بالرسالة، وتعبده وتعبد أولاده وذريته من دون الله، وهذه الفرقة هي الرافضة، الذين يتسمون بأنهم شيعة علي، أي: أنصاره وكذبوا! فليسوا بشيعته بل هم أعداؤه وأعداء طريقته وسيرته.

أما أهل السنة فتوسطوا، فلا إفراط ولا تفريط، وقالوا: إن عليا وأولاده وأهل بيته لهم حق الولاية والصحبة والإسلام والأسبقية والقرابة، ولكن لا نفضلهم على الخلفاء الذين قبلهم، ولا نغلو فيهم ونمدحهم بما ليس فيهم، بل لهم الشرف والقرابة، ولا يستحقون أن يوصفوا بما لا يستحقون من حق الله أو من حق الرسول عليه الصلاة والسلام، فلم يزيدوا ويغلوا كغلو الرافضة الذين جعلوا عليا إلهاً، حتى يقول بعضهم: أشهد أن لا إله إلا حيدرة: يعني: علياً، وبعضهم يدعي أنه أولى بالرسالة، ويزعم بأن جبريل عليه السلام خان الأمانة، وقد كان أرسل إلى علي فصرف الرسالة إلى محمد.

فهؤلاء قد زادوا وغلوا، وجاءت الطائفة الثانية الذين سبوا وكفروا، وأخرجوهم من الإسلام فجفوا، وجاء أهل السنة فصاروا وسطاً بين الغلو والجفاء بين الإفراط والتفريط، فجعلوه صحابياً جليلاً من السابقين الأولين، له قرابته وله نسبه وله صهره وله أفضليته، ولكن لا نعطيه حقاً من حقوق الله ولا من حقوق الرسول عليه الصلاة والسلام، ولا نغلو فيه فوق ما يستحقه هو أو غيره من خلق الله.

ص: 16