المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الإيمان قول وعمل يزيد وينقص - دروس للشيخ ابن جبرين - جـ ٨

[ابن جبرين]

فهرس الكتاب

- ‌أصول السنة للإمام أحمد [1]

- ‌تعريف الأصل المطلوب تحقيقه

- ‌السنة مفسرة للقرآن

- ‌وجوب الإيمان بالقدر وعدم الخوض في الغيبيات

- ‌القرآن كلام الله ليس بمخلوق

- ‌وجوب الإيمان برؤية المؤمنين لربهم عز وجل يوم القيامة وفي الجنة

- ‌الخلاف في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه في الدنيا

- ‌وجوب الإيمان بالميزان الكائن يوم القيامة

- ‌وجوب الإيمان بتكليم الله جل وعلا عباده يوم القيامة

- ‌وجوب الإيمان بأن للنبي صلى الله عليه وسلم حوضاً يوم القيامة

- ‌وجوب الإيمان بعذاب القبر وفتنته

- ‌وجوب الإيمان بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌وجوب الإيمان بوقوع فتنة الدجال وقتل عيسى بن مريم له

- ‌الإيمان قول وعمل يزيد وينقص

- ‌الصحابة أفضل الأمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر فضائل بعضهم

- ‌سبب كلام أهل السنة في موضوع الصحابة

- ‌أفضلية الخلفاء الراشدين كترتيبهم في الخلافة

- ‌الصحابة خير قرون هذه الأمة

- ‌أفضل هذه الأمة بعد الصحابة رضي الله عنهم التابعون ثم تابعوهم

- ‌طعن الرافضة على الصحابة والرد عليهم

- ‌وجوب طاعة ولاة الأمر والرد على من أباح الخروج عليهم

الفصل: ‌الإيمان قول وعمل يزيد وينقص

‌الإيمان قول وعمل يزيد وينقص

قال المصنف رحمه الله تعالى: [والإيمان قول وعمل، يزيد وينقص، كما جاء في الخبر: (أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً) (من ترك الصلاة فقد كفر)، وليس من الأعمال شيء تركه كفر إلا الصلاة، من تركها فهو كافر، وقد أحل الله قتله].

مسألة الإيمان من المسائل التي تكلم فيها أهل السنة مع المرجئة وغيرهم.

فقال أهل السنة: إن الإيمان قول وعمل، وإنه تدخل فيه العقائد، وتدخل فيه الأقوال والأعمال، فهو قول القلب واللسان وعمل القلب والجوارح، فالأقوال -الأذكار ونحوها- تكون من الإيمان، والعقائد وأذكار القلب تكون من الإيمان، والأعمال البدنية داخلة في مسمى الإيمان، ودليل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم:(الإيمان بضع وسبعون شعبة، أعلاها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان) فكلمة: (لا إله إلا الله) من الإيمان، وهي قول باللسان، وإماطة الأذى من الطريق من الإيمان، وهي عمل بالبدن، والحياء من الإيمان، وهو عمل قلبي، وكذلك بقية شعب الإيمان.

كذلك أيضاً نقول: إن من الإيمان جميع الأعمال التي هي قربة، والإيمان يزيد بها وينقص بالمعاصي، فالإيمان عند أهل السنة يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، وقد أخبر الله بأنه يزيد في قوله تعالى:{لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ} [الفتح:4]، وقوله جل وعلا:{فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا} [التوبة:124]، وقوله سبحانه:{فَزَادَهُمْ إِيمَانًا} [آل عمران:173] ونحو ذلك، وكل شيء قبل الزيادة فهو قابل للنقصان، فالإنسان إذا ذكر الله وحمده وشكره زاد إيمانه وإذا تكلم بسوء أو سباب أو شتم أو معصية نقص إيمانه، وهكذا.

ومن الأعمال التي هي من جملة الإيمان: الصلاة؛ فإنها من الإيمان كما قال الله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} [البقرة:143]، يعني: صلاتهم إلى بيت المقدس قبل أن تحول القبلة ما كان الله ليضيع ذلك، فسماها إيماناً؛ لأنها من ثمرة الإيمان، وهذه الصلاة لا شك في أهميتها وعظم شأنها؛ ولأجل ذلك أكد الله ذكرها في القرآن، وأكثر من ذكرها، وورد أيضاً في السنة الاهتمام بها، بل وفي بعض الأحاديث أن تركها كفر، يعني: الإصرار على تركها يعتبر كفراً، وأن تاركها يستتاب فإن تاب وإلا قتل، وإذا أصر على تركها حتى يقتل قتل مرتداً، يعامل معاملة المرتد؛ وذلك لأنها أعظم شعائر الدين ولا شك أن ما كان بهذه العظمة لا يجوز التهاون به.

ص: 14