المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌طعن الرافضة على الصحابة والرد عليهم - دروس للشيخ ابن جبرين - جـ ٨

[ابن جبرين]

فهرس الكتاب

- ‌أصول السنة للإمام أحمد [1]

- ‌تعريف الأصل المطلوب تحقيقه

- ‌السنة مفسرة للقرآن

- ‌وجوب الإيمان بالقدر وعدم الخوض في الغيبيات

- ‌القرآن كلام الله ليس بمخلوق

- ‌وجوب الإيمان برؤية المؤمنين لربهم عز وجل يوم القيامة وفي الجنة

- ‌الخلاف في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه في الدنيا

- ‌وجوب الإيمان بالميزان الكائن يوم القيامة

- ‌وجوب الإيمان بتكليم الله جل وعلا عباده يوم القيامة

- ‌وجوب الإيمان بأن للنبي صلى الله عليه وسلم حوضاً يوم القيامة

- ‌وجوب الإيمان بعذاب القبر وفتنته

- ‌وجوب الإيمان بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌وجوب الإيمان بوقوع فتنة الدجال وقتل عيسى بن مريم له

- ‌الإيمان قول وعمل يزيد وينقص

- ‌الصحابة أفضل الأمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر فضائل بعضهم

- ‌سبب كلام أهل السنة في موضوع الصحابة

- ‌أفضلية الخلفاء الراشدين كترتيبهم في الخلافة

- ‌الصحابة خير قرون هذه الأمة

- ‌أفضل هذه الأمة بعد الصحابة رضي الله عنهم التابعون ثم تابعوهم

- ‌طعن الرافضة على الصحابة والرد عليهم

- ‌وجوب طاعة ولاة الأمر والرد على من أباح الخروج عليهم

الفصل: ‌طعن الرافضة على الصحابة والرد عليهم

‌طعن الرافضة على الصحابة والرد عليهم

وأما الرافضة فإنهم يفترون على الصحابة من أنهم فعلوا كذا، وأنهم فعلوا كذا، وأن أبا بكر فعل، وأن عمر فعل، ويطعنون في أبي بكر -مثلاً- بأنه يسمي خالداً سيف الله، وأن خالداً قتل مالك بن نويرة، وأنه تزوج امرأته في تلك الليلة التي قتل فيها دون عدة، وأن أبا بكر أقره وقال:(عجزت النساء أن تلد مثل خالد) فهذا من الطعن في أبي بكر، وهذا كذب صريح، وخالد رضي الله عنه أنزه وأورع من أن يتزوج امرأة في عدتها أو يقتل رجلاً مسلماً لأجل امرأته، وهذا كله من أكاذيب الرافضة على هؤلاء الصحابة.

وأما كذبهم على عمر بأنه تخلف عن جيش أسامة فيقولون: أبو بكر هو الذي منعه؛ وذلك لأنه اعتبره وزيراً لا يستغني عنه، وأرسل جيش أسامة فذهبوا إلى ما ذهبوا إليه، ورجعوا سالمين غانمين.

وكذلك أيضاً طعنهم في الصحابة بأنهم تولوا عن النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة حنين، ويستدلون بقوله تعالى:{ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ} [التوبة:25].

فنقول: الله تعالى عذرهم، والنبي صلى الله عليه وسلم عذرهم، وذلك لما أن نفحهم المشركون بكثرة النبل انهزموا، ثم لما دعاهم النبي صلى الله عليه وسلم رجعوا إليه، ولم يرد أن علياً من الذين ثبتوا معه، ولاشك أنه ثبت معه العباس والحارث بن عبد المطلب، وأما أن الذين انهزموا كلهم ضُلال من الكفار والمنافقين فهذا بلا شك كذب على الصحابة رضي الله عنهم.

ويطعنون في الصحابة بأنهم تركوا النبي صلى الله عليه وسلم قائماً يوم الجمعة، ويستدلون بقوله تعالى:{انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا} [الجمعة:11].

ونقول: هذا أيضاً ليس بطعن، فإنا نتحقق أنهم رجعوا، وليس عندنا يقين أن علياً كان من الذين بقوا حتى يمدحوه، فقد يكون داخلاً في هؤلاء الذين خرجوا، ونتحقق أنهم خرجوا ثم رجعوا وأكملوا الصلاة معه صلى الله عليه وسلم، وذكرهم الله بقوله:{قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ} [الجمعة:11].

وبكل حال فتلفيقاتهم وأكاذيبهم كل ذلك مما يموهون به على الناس، وهم في الحقيقة أبعد عن أن يكونوا أهل حق وصواب.

ص: 20