الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لا تنزل ووالله لا أركب وما علي أن أغبر قدمي في سبيل الله ساعة. فإن للغازي بكل خطوة يخطوها سبعمائة حسنة تكتب له وسبعمائة درجة ترفع له وترفع عنه سبعمائة خطيئة) حتى إذا انتهى قال إن رأيت أن تعينني بعمر فافعل، ومعنى ذلك أنه يستأذن أسامة - قائد الجيش - أن يترك له عمر لأنه كان في الجيش فأذن له (1) وكان إرسال الجيش بعد بيعة أبي بكر بيوم أعني يوم الأربعاء 14 من ربيع الأول.
وصية أبي بكر الجيش
- أوصى أبو بكر جيش أسامة فقال:
(يا أيها الناس قفوا أوصيكم بعشر فاحفظوها عني:
لا تخونوا، ولا تَغُلُّوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا طفلاً صغيراً أو شيخاً كبيراً ولا امرأة، ولا تعقروا نحلاً ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيراً إلا لمأكلة، وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له. وسوف تقدمون على قوم يأتونكم بآنية فيها ألوان الطعام فإذا أكلتم منها شيئا فاذكروا اسم الله عليها. وتلقون أقواما قد فحصوا أوساط رؤوسهم وتركوا حولها مثل العصائب فأخفقوهم بالسيف خفقاً. اندفعوا باسم الله) .
(1) ودع أبو بكر أسامة من الجرف ورجع. والجرف موضع قريب من المدينة.
وقال لأسامة (إصنع ما أمرك به نبي الله صلى الله عليه وسلم. ابدأ ببلاد قضاعة ثم ائت آبِلَ (1) ولا تقصرن من شئ من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تعجلن لما خلفت عن عهده) .
فسار أسامة وأوقع بقبائل من قضاعة التي ارتدت وغنم وعاد وكانت غيبته أربعين يوما سوى مقامه ومنقلبه راجعا من غير أن يفقد أحدا من رجاله.
وكان إنفاذ جيش أسامة أعظم الأمور نفعا للمسلمين؛ فإن العرب قالوا لو لم يكن بالمسلمين قوة لما أرسلوا هذا الجيش فكفوا عن كثير مما كانوا يريدون أن يفعلوه.
ولم نعثر في المراجع التاريخية عن عدد جيش أسامة ولا على قوة جيش العدو وخسائره، ولم نعلم ما هي الغنائم التي غنمها المسلمون
(1) في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جهز جيشا بعد حجة الوداع وقبل وفاته وأمر عليهم أسامة بن زيد وأمره أن يوطئ خيله آبل الزيت - بلفظ الزيت من الأدهان - بالأردن من مشارف الشام - معاجم البلدان
إمارة باذان (1) على اليمن في عهد رسول الله.
- باذان رجل من الفرس بعثه كسرى أبرويز إلى اليمن نائبا عليها فبقي إلى بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو آخر من قدم من اليمن من ولاة العجم.
ولما كاتب النبي كسرى بما كاتبه مزق كسرى الكتاب وبعث إلى باذان أن أرسل إلى هذا الرجل الذي بالحجاز رجلين وكتب مهما إلى النبي يأمره بالمسير معهما إلى كسرى فقال لهم رسول الله: إرجعا وقولا لباذان أسلم فإن أسلم أؤمره على ما تحت يده وأملكه على قومه. فأتيا إلى باذان وكان كسرى قد مات. فقال باذان: إني لأراه نبيا ولننظرن فإن كان ما قال حقا فهو فإنه لنبي مرسل، وإن لم يكن فنرى فيه رأينا. فلم يلبث أن قدم عليه كتاب شيرويه بن كسرى بقتل كسرى ويأمره بأخذ الطاعة له باليمن، فأسلم باذان وأسلم معه جماعة منة العجم وبعث بذلك سنة 10 هجرية. فجمع له النبي عمل اليمن وأمره
(1) صحة اسمه: باذان بالنون لا باذام كما ذكر خطأ بتاريخ الطبري الجزء الثالث صفحة 213 و214 المطبوع بالمطبعة الحسينية المصرية.
على جميع مخاليفه فلم يزل عاملا عليها حتى مات.
فلما مات باذان فرق رسول الله أمراءه في اليمن بالكيفية الآتية:
- 1 - عمرو بن حزم على نجران.
- 2 - خالد بن سعيد بن العاص على ما بين نجران وزبيد.
- 3 - عامر بن شهر الهمذاني على همدان.
- 4 - شهر بن باذان على صنعاء.
- 5 - الطاهر بن أبي هالة على عَكّ والأشعريين.
- 6 - أبو موسى الأشعري على مأرب.
- 7 - يعلى بن أمية على الجند.
- 8 - زياد بن لبيد الأنصاري على أعمال حَضْرَمَوْت.
- 9 - عكاشة بن ثور على السَّكاسِك والسكون.
- 10 - عبد الله بن قيس أبو موسى الأشعري على بني معاوية بن كندة.
وكان معاذ بن جبل معلما يتنقل في عمالة كل عامل باليمن وحضرموت.