المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌العلة من إعفاء اللحى - دروس للشيخ العثيمين - جـ ٨

[ابن عثيمين]

فهرس الكتاب

- ‌دروس وفتاوى سؤال من حاج [3]

- ‌حكم من جاء للعمل في المملكة ثم نوى الحج

- ‌قضاء الدين مقدم على أداء الحج

- ‌حكم الذبح أمام بيت الحاج فور عودته من الحج

- ‌ما يجبر التقصير في رمي الجمرات في الحج

- ‌حكم جماع الزوجة في مكة بعد التحلل من الإحرام

- ‌عدم لزوم طواف الوداع بثياب الإحرام

- ‌حكم لبس حزامٍ فيه خيط للرجل المحرم

- ‌حكم من تجاوز الميقات ولم يحرم

- ‌حكم من أحرمت وفي إحرامها طيب

- ‌تحريم الإسبال وقت الصلاة وخارجها

- ‌حكم حج من تهاون بالصلاة بعد الحج ثم تاب بعد ذلك

- ‌جواز الذبح للمحرم

- ‌حكم من أحرم من غير ميقاته

- ‌حكم الحج مفرداً إذا أدى العمرة قبل ذلك

- ‌تغطية المرأة لوجهها في الحج

- ‌حكم من ترك السعي وكان حجه تمتعاً

- ‌مكان ذبح الفدية

- ‌حكم دفع قيمة الأضحية لبعض الشركات

- ‌حكم ترك الوقوف بالمشعر الحرام وترك المبيت في مزدلفة

- ‌العلة من إعفاء اللحى

- ‌حكم تارك الصلاة

- ‌مسألة الجلوس في التشهد

- ‌حكم دخول الحائض إلى الحرم

- ‌جواز أخذ الحصى من غير مزدلفة

- ‌حكم التوكيل في الرمي، وماذا يعمل من أخطأ أثناء الرمي

- ‌حكم الوقوف بعرفة ليلاً

- ‌من حج عن غيره هل يدعو لنفسه

- ‌هل للعمرة طواف وداع وحكم من تركه

- ‌حكم الحج عمن لا يستطيع الحج

- ‌الحج عن النفس قبل الحج عن الغير

- ‌الأدعية الواردة يوم عرفة

- ‌حكم تقصير الشعر للحاج

- ‌حكم دخول المرأة الحرم وهي حائض

- ‌رمي الجمرات واستلام الحجر الأسود باليد اليمنى

- ‌حكم من ترك السعي بعد طواف الإفاضة

- ‌حكم الإحرام من غير المواقيت المحددة

- ‌حكم من أراد الحج بعد العمرة وهو مقيم في غير بلده

- ‌بر الأم مقدم على بر الأب

- ‌ميقات أهل المدينة

- ‌بدعية اعتقاد وجوب الجلوس في المدينة حتى أداء خمس صلوات فأكثر

- ‌حكم التوكيل في رمي الجمار

- ‌بدعية الصعود إلى جبل الرحمة

- ‌حكم تأخير صلاة العشاء إلى بعد منتصف الليل

- ‌حكم توكيل النساء في رمي الجمار بسبب الزحام

- ‌حكم تأخير طواف الإفاضة مع طواف الوداع

- ‌حكم من لم يحج وهو مستطيع

- ‌حكم لبس الحرير الصناعي للرجال

- ‌قضاء الدين والحج

- ‌حكم إقامة الجمعة في المزارع بدون إذن ولي الأمر

- ‌أفضلية الاغتسال قبل الإحرام مباشرة

- ‌فضيلة الهدي للمتمتع والقارن

- ‌بدعية التلفظ بالنية

- ‌غلبة الدَّين أم غلبة الدِّين

- ‌حكم مصافحة المرأة الأجنبية

الفصل: ‌العلة من إعفاء اللحى

‌العلة من إعفاء اللحى

‌السؤال

يقول بعض من ينتسبون إلى العلم: بأن علة إعفاء اللحى مخالفة المجوس والنصارى كما في الحديث، وهي علة ليست بقائمة الآن لأنهم لا يعفون؟ الشيخ: نعم.

جوابنا على هذا من وجهين: الوجه الأول: أن إعفاء اللحية ليس من أجل المخالفة فحسب؛ بل ومن الفطرة، كما ثبت ذلك في صحيح مسلم، فإن إعفاء اللحى من الفطرة التي فطر الله الناس عليها، وعلى استحسانها، واستقباح ما سواها.

ثانياً: أن اليهود والنصارى والمجوس الآن لا يعفون لحاهم كلهم، ولا ربعهم، بل أكثرهم يحلقون لحاهم، كما هو مشاهَدٌ وواقع.

ووجه ثالث أيضاًَ: أن الحكم إذا ثبت شرعاً من أجل معنى فِعْل، وكان هذا الحكم موافقاً للفطرة أو لشعيرة من شعائر الإسلام فإنه يبقى ولو زال السبب، ألا ترى إلى الرَّمَل في الطواف كان سببه أن يظهر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الجَلَد والقوة أمام المشركين الذين قالوا: إنه يقْدُم عليكم قوم وهنتهم حمى يثرب ، ومع ذلك فقد زالت هذه العلة وبطُل الحكم، حيث رَمَل النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع.

فالحاصل: أن الواجب على المؤمن إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يقول: سمعنا وأطعنا، كما قال الله تعالى:{إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ} [النور:51 - 52]، ولا يكونوا كالذين قالوا: سمعنا وعصينا، أو يلتمسوا العلل الواهية، والأعذار التي لا أصل لها، فإن هذا شأن من لم يكن مستسلماً غاية الاستسلام لأمر الله ورسوله، يقول الله عز وجل:{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً} [الأحزاب:36] ويقول الله تعالى: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [النساء:65] ولا أدري عن هذا الذي يقول مثل هذا الكلام، هل يستطيع أن يواجه به ربه يوم القيامة؟! فعلينا أن نسمع ونطيع، وأن نمتثل أمر الله ورسوله على كل حال.

ص: 21