المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الدعوة إلى الله وظيفة الأنبياء والرسل عليهم السلام - دروس للشيخ سعيد بن مسفر - جـ ١

[سعيد بن مسفر]

فهرس الكتاب

- ‌معالم الدعوة إلى الله

- ‌الدعوة إلى الله وظيفة الأنبياء والرسل عليهم السلام

- ‌معالم الدعوة إلى الله

- ‌الإخلاص من أهم معالم الدعوة إلى الله

- ‌عرض الدعوة على الناس

- ‌موافقة عمل الداعية لقوله

- ‌الحرص على الرفق والابتعاد عن الغلظة

- ‌الدعوة إلى الله على بصيرة وعلم

- ‌الصبر على الدعوة وتبعاتها

- ‌الشعور بتوفيق الله من معالم الدعوة

- ‌التجديد والفقه في الدعوة

- ‌المداومة على ذكر الله

- ‌الحذر من الشبهات في طريق الدعوة

- ‌تذكير المدعو بنعم الله عليه

- ‌الأسئلة

- ‌كيفية نصح المرأة التي تحب سماع الغناء

- ‌الرد على من يقولون: إن الحجاب ليس فيه تغطية الوجه

- ‌حكم الإمام الذي يصلي بالناس وهو مدخن وحالق للحيته

- ‌حكم الشرط المخالف لمقتضى عقد الزواج

- ‌الأشياء التي يبدأ بها الداعية

- ‌كيفية التمييز بين العمل الخالص والعمل الذي فيه رياء

- ‌علاج الشدة وسوء الخلق

- ‌مراتب الدعوة

- ‌كيفية التحصن من الشهوات

- ‌حقيقة الدعوة

- ‌حكم من يكون سبباً في غيبة الناس له

- ‌بيان مسألة عصمة الرسول صلى الله عليه وسلم من الأخطاء

- ‌حكم الغش في الامتحانات

- ‌أهمية الرفق في الدعوة إلى الله

- ‌الجمع بين قول: العلم يؤتى ولا يأتي، وبين ذهاب العلماء والدعاة إلى الناس

الفصل: ‌الدعوة إلى الله وظيفة الأنبياء والرسل عليهم السلام

‌الدعوة إلى الله وظيفة الأنبياء والرسل عليهم السلام

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير المرسلين نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

وبعد: أيها الأحبة في الله: هذا الدرس ضمن سلسلة دروس تأملات في السيرة النبوية، وعنوانه:(معالم الدعوة إلى الله).

والدعوة إلى الله وظيفة الأنبياء والرسل، ووظيفة من أكرمه الله عز وجل بالسير على هديهم واتباع طريقهم من هذه الأمة إلى يوم القيامة، وليس أجل ولا أعلى ولا أرفع منزلة ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين، وهذا بنص كلام الله عز وجل، يقول ربنا عز وجل:{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ} [فصلت:33] أي: لا أحسن ولا أفضل؛ لأن عمل الداعية يقوم بدور الوساطة وتقريب العلاقات، وتصليح الصلات بين العباد وبين المعبود، فهو يحبب الناس إلى الله، ويحبب الله إلى الناس، وبالدعوة تصلح البشرية، ويظهر الخير، ويقمع الفساد، وتحصل البركة، ويرضى الرب عن الناس، فينجون من عذاب الله، ويكسبون الفلاح في الدنيا والآخرة، والرسل والأنبياء هم قادة الدعاة إلى الله، وخاتمهم أفضلهم بلا شك هو: محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه، سماه الله داعية، قال عز وجل:{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً * وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً} [الأحزاب:45 - 46].

هذه صفات الرسول صلى الله عليه وسلم فهو شاهد على الأمم كلها، وعلى هذه الأمة، ومبشر بالرضوان والفلاح والسعادة لمن أطاعه، ونذير بالعذاب والدمار لمن عصاه، وبعد ذلك:{وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً} [الأحزاب:46] اللهم صل وسلم عليه.

سماه الله سراجاً أي: مضيئاً، والسراج فيه نور وفيه نار، الشمس سراج وهاج، عندما تجلس تحت الشمس يأتيك نور وتأتيك -أيضاً- حرارة، أما القمر إذا جلست تحت ضوئه فيأتيك نور من غير حرارة، لهذا قال الله:{تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُنِيراً} [الفرقان:61] فالرسول صلى الله عليه وسلم سماه الله "سراجاً" من الشمس وسماه "منيراً" من القمر، اللهم صل وسلم عليه، فجمع بين صفتي الشمس والقمر، أخذ من الشمس السراج، وأخذ من القمر الإنارة من غير الوهج والاحتراق، صلوات الله وسلامه عليه.

وأمره الله بأن يكون داعية قال الله: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ} [النحل:125] وأمره أن يخبر الناس فيقول: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي} [يوسف:108] أي: هذا ديني وهذا منهجي: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي} [يوسف:108] وما هو سبيله صلى الله عليه وسلم؟ الله أكبر! -يا إخواني- كثير من الأمة لا تعلم عن هذا السبيل {أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا} [يوسف:108] لوحدي، فإذا مت انتهت الدعوة؟ لا.

مسئولية على أمتي: {أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} [يوسف:108] يلزمك إذا كنت من أتباع محمد أن تكون داعية شئت أم أبيت، وإلا فلا تبعية.

ص: 2