المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌التجديد والفقه في الدعوة - دروس للشيخ سعيد بن مسفر - جـ ١

[سعيد بن مسفر]

فهرس الكتاب

- ‌معالم الدعوة إلى الله

- ‌الدعوة إلى الله وظيفة الأنبياء والرسل عليهم السلام

- ‌معالم الدعوة إلى الله

- ‌الإخلاص من أهم معالم الدعوة إلى الله

- ‌عرض الدعوة على الناس

- ‌موافقة عمل الداعية لقوله

- ‌الحرص على الرفق والابتعاد عن الغلظة

- ‌الدعوة إلى الله على بصيرة وعلم

- ‌الصبر على الدعوة وتبعاتها

- ‌الشعور بتوفيق الله من معالم الدعوة

- ‌التجديد والفقه في الدعوة

- ‌المداومة على ذكر الله

- ‌الحذر من الشبهات في طريق الدعوة

- ‌تذكير المدعو بنعم الله عليه

- ‌الأسئلة

- ‌كيفية نصح المرأة التي تحب سماع الغناء

- ‌الرد على من يقولون: إن الحجاب ليس فيه تغطية الوجه

- ‌حكم الإمام الذي يصلي بالناس وهو مدخن وحالق للحيته

- ‌حكم الشرط المخالف لمقتضى عقد الزواج

- ‌الأشياء التي يبدأ بها الداعية

- ‌كيفية التمييز بين العمل الخالص والعمل الذي فيه رياء

- ‌علاج الشدة وسوء الخلق

- ‌مراتب الدعوة

- ‌كيفية التحصن من الشهوات

- ‌حقيقة الدعوة

- ‌حكم من يكون سبباً في غيبة الناس له

- ‌بيان مسألة عصمة الرسول صلى الله عليه وسلم من الأخطاء

- ‌حكم الغش في الامتحانات

- ‌أهمية الرفق في الدعوة إلى الله

- ‌الجمع بين قول: العلم يؤتى ولا يأتي، وبين ذهاب العلماء والدعاة إلى الناس

الفصل: ‌التجديد والفقه في الدعوة

‌التجديد والفقه في الدعوة

ثامناً: التجديد والفقه في عمل الدعوة وزمنه ومكانه وأسلوبه، والتخطيط له، وكيف تمارسه، وعدم الجدال فيه، وأن يبدأ الإنسان دائماً بالترغيب -فمثلاً- شخص لا يصلي، تبدأ بترغيبه في فعل الصلاة، وأثر الصلاة في حياته: أن الصلاة نور، وأن الصلاة بركة، وأن الصلاة هداية، وأنها صلة يبن العبد وبين الله:(بشر المشائين في الظلم بالنور التام يوم القيامة) هذا اسمه ترغيب، فدائماً تبدأ به؛ لأن النفوس جبلت على حب المنافع، فعندما تقول لشخص: سوف أفعل لك وأعطيك، حتى ولدك في البيت، عندما تريده أن يفعل شيئاً تقول: افعل وأعطيك كذا، تراه يقوم بالعمل بنشاط، كذلك أنت عندما تدعو رغب الناس فيما عند الله، وأيضاً رهبه واقمعه من أجل ألا يرجع.

وهكذا -أيها الأحباب- بين الترغيب وبين الترهيب، ولهذا سمي القرآن مثاني، القرآن كله مثاني، لماذا مثاني؟ دائماً يذكر الله الجنة ويذكر النار؛ من أجل الذي لا ينفع فيه الترغيب ينفع فيه الترهيب وهكذا، فينبغي أن يكون هذا أسلوبك، بعد أن تعطي لكل مقام ما يناسبه من المقال، موضع اللين لا تضع فيه إلا اللين، موضع الشدة ضع فيه الشدة، موضع الكلام ضع فيه الكلام، موضع السكوت ضع فيه السكوت، هذا معنى الحكمة:{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ} [النحل:125] والحكمة هي: وضع الشيء في موضعه، الحكيم هو الطبيب، وسمي الطبيب حكيماً؛ لأنه يضع الدواء المناسب في المرض المناسب، ويضع دواء العين في العين، لكن الذي ليس بطبيب تجده يضع دواء الأذن في العين ويعميها، وهو دواء لكنه لم يضعه في المكان المناسب، كذلك الداعية قد يأتي بالعنف في مكان اللين، وقد يأتي باللين في مكان يحتاج إلى العنف، وقد يأتي إلى الدعوة الجهرية في المكان الذي تحتاج فيه إلى السرية، وقد يأتي بشيء في غير موضعه، ولذا لا بد من معرفة العمل الدعوي، ومعرفة أسلوبه وطريقته وزمانه ومكانه وما يناسبه، وما يضر فيه، حتى يحقق الله عز وجل على يدك -أيها الداعية- كل خير ومصلحة.

ص: 11