المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌خلود الكافرين في النار - دروس للشيخ سعيد بن مسفر - جـ ٥٦

[سعيد بن مسفر]

فهرس الكتاب

- ‌الطريق إلى الهداية [1، 2]

- ‌فضل مجالس العلم وأهله

- ‌نعمة الهداية والإيمان وعظيم قدرهما

- ‌الإيمان غذاء الروح وراحة البدن

- ‌لا سعادة تعدل سعادة الإيمان

- ‌حال المؤمن والكافر في الحياة الأخروية

- ‌كيفية تحصيل نعمة الإيمان

- ‌الهداية لا تعني العصمة من المعاصي

- ‌فرح الله بتوبة العبد

- ‌كيفية إصلاح الأزمنة الثلاثة بالعمل الصالح

- ‌كيف تتعامل مع الشهوات بعد التوبة

- ‌كيفية الحصول على الهداية

- ‌تجديد النية بالعمل الصالح

- ‌الأخذ بسنن الله في الكون

- ‌السعي وراء الهداية وطلبها

- ‌وقفة مع من يريد الشفاعة يوم القيامة

- ‌الأسئلة

- ‌عقوبة المستهزئ بأحكام الله وسنن رسوله صلى الله عليه وسلم

- ‌نصيحة للآباء بسرعة تزويج البنات

- ‌شروط التوبة الصحيحة

- ‌التوازن في الاهتمام بالرقائق والمناهج العلمية والتربوية

- ‌حكم من مات وعليه صوم

- ‌حكم دخول الحمو على زوجة أخيه التي ربته

- ‌حكم حلق اللحية

- ‌حكم تخفيف اللحية

- ‌حكم الاستمناء باليد

- ‌حكم من يرتد ثم يسلم

- ‌حكم إمامة المدخن لغيره

- ‌وقت قيام الليل

- ‌القرآن والسنة الصحيحة لا يخالفان الإثباتات العلمية

- ‌قاعدة في مخالفة أهل الكتاب وغيرهم

- ‌خلود الكافرين في النار

- ‌حكم إمامة المسبل ثيابه

الفصل: ‌خلود الكافرين في النار

‌خلود الكافرين في النار

‌السؤال

هل هذا قول صحيح: أن الكافرين يعذبون بنار جهنم، ثم يرحمهم الله، ويدخلهم الجنة؟

‌الجواب

لا.

الله يقول: {وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ} [البقرة:167] الذين يخرجون من النار بعد أن يمحصهم الله هم أهل التوحيد، الذين ماتوا وهم يوحدون الله عز وجل ولا يشركوا به شيئاً، ولكنهم كانوا ملمين بشيء من الذنوب والآثام والمعاصي، هؤلاء في الدار الآخرة تحت مشيئة الله، إن شاء غفر لهم وأدخلهم الجنة بدون عذاب في النار ببركة توحيد الله، وإن شاء عذبهم في النار بقدر أعمالهم السيئة؛ لكن خاتمتهم إلى الجنة؛ لأنه كما جاء في الحديث (يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان) أي من توحيد.

أما الكافر فهو خالد فيها، يقول الله:{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ} [البينة:6 - 7] نسأل الله من فضله {جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً} [البينة:8] الأولى ليس فيها أبداً، الأبدية في سورة الأحزاب يقول الله عز وجل، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم:{إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً} [الأحزاب:64 - 65] وفي سورة البقرة (آية 167) ذكر الأبدية، وقد بوب ابن القيم رحمه الله في كتاب له عظيم اسمه حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح في آخر الكتاب تكلم بكلام عظيم حول الجدل القائم بين أبدية النار وبين فنائها، ورجح هو فيما رجح، أنها تفنى؛ ولكن مذهب أهل السنة والجماعة أنها أبدية، وأنها لا تفنى، بالأدلة الشرعية، منها قول الله عز وجل (وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْ النَّارِ} [البقرة:167].

ومنها قوله عز وجل: {وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ} [المائدة:37] ومنها أن الله أخبر أن أهل النار لو خرجوا من النار لعادوا إلى الدنيا وكفروا، قال:{وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} [الأنعام:28] لأن نية الكفر متجددة في نفوسهم؛ فالله عز وجل جدد لهم العذاب وأبقاه أبد الآبدين: {لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَاباً * لا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْداً وَلا شَرَاباً} [النبأ:23 - 24] نعوذ بالله وإياكم من النار.

ص: 32