المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الاغترار بأسباب لا توجب النجاة بذاتها - دروس للشيخ سعيد بن مسفر - جـ ٧

[سعيد بن مسفر]

فهرس الكتاب

- ‌ضرورة الإيمان

- ‌حاجة الإنسان للإيمان

- ‌الإيمان هو التفسير الحقيقي للحياة

- ‌الإيمان أول واجب على الإنسان تعلمه

- ‌التفكر في النفس من الإيمان

- ‌البدائل التي أوجدها الشرع للاستغناء عن الحرام

- ‌مدى ضرورة الإيمان للناس

- ‌وسائل الإيمان وأسبابه

- ‌أولاً: قراءة القرآن الكريم

- ‌ثانياً: قراءة سنّة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌ثالثاً: المحافظة على الفرائض

- ‌رابعاً: الإكثار من النوافل

- ‌خامساً: الرفقة الصالحة

- ‌سادساً: عدم مجالسة العصاة والبعد عن المعاصي

- ‌أسباب حبوط الإيمان

- ‌الردة

- ‌معاداة المؤمنين وموالاة الفاسقين والملحدين

- ‌الاستهزاء بشيء من دين الله

- ‌اعتقاد أن هدي البشر أفضل من هدي الله

- ‌الاغترار بأسباب لا توجب النجاة بذاتها

- ‌حقيقة الإيمان

- ‌الإيمان: تطابق المعرفة مع العمل

- ‌الإذعان الكامل ثمرة الإدراك

- ‌الأسئلة

- ‌باب التوبة مفتوح إلى قيام الساعة

- ‌بعض الكتب المرشحة للاقتناء والقراءة

- ‌مقياس النجاح في الدنيا للصالح والفاسق

- ‌حكم حلق اللحية

- ‌المحبة في الله من أسباب محبة الله للعبد

الفصل: ‌الاغترار بأسباب لا توجب النجاة بذاتها

‌الاغترار بأسباب لا توجب النجاة بذاتها

5 -

الاغترار بأسبابٍ لا توجب النجاة بذاتها إلا بمسبباتها، فيغتر الإنسان ويعتمد باستمرار على مثل هذه الأشياء، مثل: المغفرة، فكثير من الناس يغتر ويعتمد على مغفرة الله عز وجل، ومغفرة الله لا تنال إلا بأسبابها؛ لأن الله يقول:{إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف:56]{إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} [الأعراف:167] فكونك تعتمد على مغفرة الله ورحمته دون أن تتعرض لهذه الرحمة وهذه المغفرة بفعل الأمر وترك النهي فأنت تطلب الرحمة والمغفرة بطريق غير صحيح.

ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها إن السفينة لا تجري على اليبس

إن الذي يرجو شيئاً لا بد أن يتعرض لأسبابه، ومن يرجو رحمة الله لابد أن يتعرض لأسبابها.

- وكذلك من يعتمد ويغتر على الشفاعة -شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأمته يوم القيامة- فإن الشفاعة لا تُمنح إلا لمن يستحقها، قال عز وجل:{وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى} [الأنبياء:28]{مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ} [البقرة:255] فيشترط لحصول الشفاعة شرطان: - الإذن من الشافع.

- الرضا عن المشفوع له.

فإذا رضي الله عن المشفوع له وأذن للشافع أن يشفع وجبت الشفاعة، ولكن كيف يتحقق الإذن ويتحقق الرضا مع المخالفة والمعصية؟! هذا غير وارد.

- وكذلك من يغتر ويعتمد على كلمة (لا إله إلا الله) عندما يسمع من الأحاديث: (من قال: لا إله إلا الله خالصاً من قلبه دخل الجنة) فكلمة (لا إله إلا الله) من قالها خالصة من قلبه دخل الجنة بشرط العمل بلا إله إلا الله؛ لأن للجنة قفلاً، ومفتاحه: لا إله إلا الله، ولكل مفتاحٍ أسنان، وأسنان لا إله إلا الله شرائع الدين، فإن جئت بمفتاح له أسنان فَتح لك، وإن جئت بمفتاحٍ ليس له أسنان لم يَفتح لك.

هذه المفسدات الخمس أعيدها وهي: 1 - الردة، وهي نتيجة لسوء البداية أو اتباع الهوى.

2 -

معاداة أولياء الله وموالاة أعداء الله.

3 -

الاستهزاء بشيء من دين الله.

4 -

اعتقاد أن هدياً أو منهجاً أو شريعة أو نظام البشر أفضل من هدي الله ومنهجه وشريعته.

5 -

الاغترار بأسبابٍ لا توجب النجاة بذاتها وإنما بمسبباتها، من التعرض لرحمة الله وهي: المغفرة، والرحمة، والشفاعة، وقول: لا إله إلا الله.

فهذه الأشياء من وقع فيها حبط إيمانه، لذا فإن عليك يا أخي عدة أمور: أن تسعى بجدك واجتهادك إلى تقوية إيمانك وزيادته عن طريق الأشياء التي ذكرناها، وأن تحرص على حماية إيمانك وحفظه عن طريق عدم الوقوع في شيء من هذه المحبطات الخمس التي تفسد إيمانك.

ص: 20