المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌علاقة الصبر بالشكر - دروس للشيخ سعيد بن مسفر - جـ ٩٤

[سعيد بن مسفر]

فهرس الكتاب

- ‌إن الله مع الصابرين

- ‌الصبر من أرفع الأخلاق وأعظمها

- ‌ضرورة الصبر

- ‌اقتران الصبر بالقيم والمبادئ الإسلامية دليل عظمته

- ‌علاقة الصبر باليقين

- ‌علاقة الصبر بالشكر

- ‌علاقة الصبر بالتقوى والحق والرحمة

- ‌علاقة الصبر بأخلاق الإسلام كلها

- ‌أمور لابد أن تتوفر في الصابر الصادق

- ‌الإخلاص

- ‌الشكوى لله فقط

- ‌الصبر عند الصدمة الأولى

- ‌الصبر على المصائب تنقية وترقية إلى مرتبة الكمال

- ‌من ميادين الصبر: الصبر عند المصائب

- ‌نماذج من صبر الأنبياء

- ‌صبر أيوب عليه الصلاة والسلام على المرض الذي حل به

- ‌صبر يعقوب عليه السلام

- ‌صبر يوسف عليه السلام

- ‌صبر إبراهيم الخليل وابنه إسماعيل عليهما السلام

- ‌من ميادين الصبر: الصبر عن شهوات النفس

- ‌من ميادين الصبر: الصبر بعد العمل

- ‌من ميادين الصبر: الصبر في الدعوة إلى الله

- ‌من ميادين الصبر: الصبر على الزوجة والأولاد

- ‌من ميادين الصبر: الصبر على الإخوان في الله

- ‌من ميادين الصبر: الصبر في طلب العلم

- ‌صبر ابن حجر في طلب العلم

- ‌صبر موسى عليه السلام في طلب العلم

- ‌أمور تعين على الصبر

- ‌أمور تحدث عند الحزن لا تنافي الصبر

الفصل: ‌علاقة الصبر بالشكر

‌علاقة الصبر بالشكر

أيضاً قرن الله عز وجل الصبر في القرآن الكريم بالشكر، وهو ضد الصبر، يعني: نقيض له.

الصبر يكون على الآلام، والشكر يكون على المنح والهدايا والعطايا من الله، ولكن الله جعل الصبر والشكر في آيات أربع معاً، لماذا؟ لأن الإنسان لا ينفك في كل أحواله من نعمةٍ أو محنة، أو عطية أو بلية.

فتجد في نفس اللحظة تأتيك رحمة من الله، تصور أنك تمشي في الطريق فيصطدم بسيارتك رجل ما، فهذه فتنة ومصيبة، ثم تنزل وتلقى الرجل ليس فيه شيء، هذه رحمة من الله، هذا حادث كفيل بأن يموت هذا الرجل فيه.

فالله ابتلاك بفتنة فتصبر عليها، وفي نفس الوقت أكرمك بأن نجاك منها، وذلك بنجاة هذا الإنسان ولم يصب بشيء، تنقلب سيارتك وتنزل منها، وترى السيارة، ومن يراها يقول: لم يبق فيها أحد سليم، ولكن الله سلمك، ينكسر الحديد ويتحطم ولا ينكسر فيك عظم، هل أنت أقوى من الحديد؟! إنها منحة من الله عز وجل، فالله قرن الصبر والشكر معاً فقال عز وجل:{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآياتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} [إبراهيم:5] وصبار هنا صيغة مبالغة، ليس صابر فقط، بل صبار يعني: على كثرة البلايا يصبر على قضاء الله وقدره.

يقول عز وجل: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} [لقمان:31] وقال عز وجل عن قوم سبأ الذين جاءتهم المصيبة من الله تعالى، بعد أن كفروا وأعرضوا وبدلوا نعمة الله كفراً، فأرسل الله عليهم سيل العرم، وبدلهم بجنانهم -التي كانوا يأكلون منها من كل نوعٍ وفاكهةٍ- جنتين ذواتي أكلٍ خمطٍ وأثل وشيء من سدرٍ قليل، قال عز وجل:{ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ} [سبأ:17] ثم قال: {فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} [سبأ:19].

ص: 6