المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌شبهة القدرية الإبليسية - دروس للشيخ سفر الحوالي - جـ ٢٥

[سفر الحوالي]

فهرس الكتاب

- ‌الإيمان بالقدر

- ‌أهمية الإيمان بالقدر

- ‌مراتب الإيمان بالقدر

- ‌المرتبة الأولى: العلم

- ‌المرتبة الثانية: الكتابة

- ‌أنواع الكتابة

- ‌المرتبة الثالثة: المشيئة والإرادة

- ‌المرتبة الرابعة: الخلق

- ‌الشبهات الواردة في مراتب القدر

- ‌من نتائج الإيمان بالقدر

- ‌شبهة القدرية والرد عليها

- ‌أنواع الإرادة

- ‌شبهة القدرية المشركية

- ‌شبهة القدرية الإبليسية

- ‌شبهة القدرية المجوسية

- ‌الآثار السيئة للانحراف في القدر

- ‌الأسئلة

- ‌الإنسان مخير أم مسير

- ‌حديث "فحج آدم موسى" والاحتجاج به على المعاصي

- ‌محو الله للقدر ورد القدر بالدعاء

- ‌جواز الدعاء بطلب السعادة

- ‌خلق القلم وكتب الأقدار قبل خمسين ألف سنة

- ‌حكم استخدام كلمة (لو) في الرد على القدر

- ‌أنواع كتابة القدر

- ‌الحث على تعلم القدر

- ‌سبب الالتباس في مسألة القدر

- ‌الرؤيا المبشرة

- ‌اختلاف الناس إلى طريقة الخير والشر

- ‌القدر الإبليسي

- ‌الأفكار الشيطانية

- ‌قدرية اللون الأسود

- ‌حديث السبعين ألفاً

- ‌عمود القدر لكل ما يحدث

- ‌[مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ]

الفصل: ‌شبهة القدرية الإبليسية

‌شبهة القدرية الإبليسية

والنوع الثاني من أنواع المعترضين -وهو واقع في الناس اليوم- هم: القدرية الإبليسية -نسبة إلى إبليس- الذي حكى الله سبحانه وتعالى قوله: {قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} [الحجر:39] فإبليس أبى أن يسجد لآدم واستكبر وكان من الكافرين، فكتب الله عليه اللعنة إلى يوم الدين، وأخرجه وطرده من رحمته، وعندئذٍ اتخذ هذا الموقف من آدم وذريته -موقف العداوة والإضلال والإغراء- إلى أن تقوم الساعة؛ فأراد إبليس أن يحتج على فعله هذا، فلم يقل: فبعصياني وبكفري وبإلحادي وباستكباري سأغويهم، بل قال:{قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} [الحجر:39].

فإبليس يقول: ما دام أنك يا رب أغويتني؛ فسوف أستمر في إغواء بني آدم.

وهذا النوع واقع في حياة الناس اليوم، فـ القدرية تقول لأحدهم صلِّ، فيقول: لم يرد الله ولم يكتب لي أن أصلي -فيستمر في ترك الصلاة- ولو شاء الله ذلك لصليت؛ لكن لم يكتب الله ذلك لي؛ فلن أصلي.

فهو يستمر في الغواية ويستمر في المعصية، ويقول: إن الله ما شاء وهو الذي عصى، ولو شاء هذا الإنسان لقام وتوضأ وصلى؛ لكن الشيطان ألقى الشبهة الإبليسية هذه في أتباعه من شياطين الإنس، ومن المتبعين له الذين وقعوا في حبائله فأصبحوا يحتجون بهذه الشبهة: ما دام أن الله أغواني وما هداني فسأستمر، وما دمت قد أغويتني فسوف أستمر في إغواء الناس، فالشبهة المشركية -أو الشبهة الشركية- والشبهة الإبليسية واقعتان في الناس اليوم.

ص: 14