المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المرتبة الثالثة: المشيئة والإرادة - دروس للشيخ سفر الحوالي - جـ ٢٥

[سفر الحوالي]

فهرس الكتاب

- ‌الإيمان بالقدر

- ‌أهمية الإيمان بالقدر

- ‌مراتب الإيمان بالقدر

- ‌المرتبة الأولى: العلم

- ‌المرتبة الثانية: الكتابة

- ‌أنواع الكتابة

- ‌المرتبة الثالثة: المشيئة والإرادة

- ‌المرتبة الرابعة: الخلق

- ‌الشبهات الواردة في مراتب القدر

- ‌من نتائج الإيمان بالقدر

- ‌شبهة القدرية والرد عليها

- ‌أنواع الإرادة

- ‌شبهة القدرية المشركية

- ‌شبهة القدرية الإبليسية

- ‌شبهة القدرية المجوسية

- ‌الآثار السيئة للانحراف في القدر

- ‌الأسئلة

- ‌الإنسان مخير أم مسير

- ‌حديث "فحج آدم موسى" والاحتجاج به على المعاصي

- ‌محو الله للقدر ورد القدر بالدعاء

- ‌جواز الدعاء بطلب السعادة

- ‌خلق القلم وكتب الأقدار قبل خمسين ألف سنة

- ‌حكم استخدام كلمة (لو) في الرد على القدر

- ‌أنواع كتابة القدر

- ‌الحث على تعلم القدر

- ‌سبب الالتباس في مسألة القدر

- ‌الرؤيا المبشرة

- ‌اختلاف الناس إلى طريقة الخير والشر

- ‌القدر الإبليسي

- ‌الأفكار الشيطانية

- ‌قدرية اللون الأسود

- ‌حديث السبعين ألفاً

- ‌عمود القدر لكل ما يحدث

- ‌[مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ]

الفصل: ‌المرتبة الثالثة: المشيئة والإرادة

‌المرتبة الثالثة: المشيئة والإرادة

والمرتبة الثالثة من مراتب القدر: هي مرتبة المشيئة والإرادة، وهي: أن نؤمن بأن الله سبحانه وتعالى له مشيئة وله إرادة، وأنه سبحانه وتعالى يفعل ما يشاء، ويحكم ما يشاء، ويخلق ما يشاء، ويقدر ما يشاء كما يشاء، لا رادّ لأمره، ولا معقب لحكمه سبحانه وتعالى، فهو رب العالمين وهو خالقهم، وهو الذي يصرفهم ويدبرهم كما يشاء، فمشيئته مطلقة، وأما العبد فله مشيئة مقيدة:{وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً} [الإنسان:30].

فمشيئة العبد وإرادته واختياره هي جزء من قدر الله عز وجل الذي كتبه ليجازيه ويحاسبه عليها، ولكنها لا تكون إلا بعد مشيئة الله سبحانه وتعالى، فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن أبداً، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في وصيته لـ ابن عباس:{واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف} .

فهذه أمور قد قضيت وانتهت، والله سبحانه وتعالى هو الذي له المشيئة، ولا يكون إلا ما شاء ولو أطبق الثقلان الإنس والجن كافة، وكل القوى جميعاً على أن تعمل شيئاً أو توجده أو تنفع به أو تضر ولم يشأ الله عز وجل أن يقع؛ فلن يقع ذلك على الإطلاق.

وأيضاً لو اجتمعوا جميعاً على أن يردوا شيئاً مما كتبه الله وقدره وقضاه من خير أو شر؛ لا يستطيعون ذلك أبداً؛ لأنهم مقهورون مربوبون بقدرة الله سبحانه وتعالى، وبمشيئته التي لا يردها شيء، ولا يحدها شيء.

فالله سبحانه وتعالى هو الفعال لما يريد ولا يكون في خلقه إلا ما يريد وما يشاء سبحانه وتعالى.

ص: 7