الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الغلو في نعله صلى الله عليه وسلم
والغلو هذا لا يقف عند حد الافتراء والكذب، حتى إن بعضهم افتعلوا للنبي صلى الله عليه وسلم أشياء لا تزيد في قدره بل ربما يكون في بعضها منقصه له.
مثلاً: افتعلوا أن نعل النبي صلى الله عليه وسلم علت على رءوس جميع الكائنات، وأنها أفضل من جميع المخلوقات، وجعلوا الأمر متعلق بنعل النبي صلى الله عليه وسلم، حتى قال قائلهم:
على رأس هذا الكون نعلُ محمد
سمت فجميع الخلق تحت ظلاله
لدى الطور موسى نودي اخلع
وأحمد إلى العرش لم يؤمر بخلع نعاله
ويقولون: إن النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء أسري به لربه ولم يخلع نعاله، وأنه قرب من بساط الأنس وخاطبه ربه وكلمه، وأحياناً يقولون: رآه، وهو لم يخلع نعاله فسمت فوق جميع الكائنات، مع أن موسى أمر بخلع النعال في الطور وهو في الأرض، وأمثال هذا الكلام الذي لا دليل عليه.
وفي نفس الوقت لا يزيد إثبات مثل هذا من قيمة النبي صلى الله عليه وسلم، كما يقولون: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان القمل لا يؤذيه والذباب لا يقع عليه، فهذا فوق كونه من الكذب المختلق الذي لا دليل عليه، وهذا مما فيه غض ونقص من حق النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان فيه قمل لكن لا يؤذيه، أو أن القمل عنده وعند أصحابه لكنه لا يؤذيه.
فما الذي يدعو إلى أمثال هذه الأقوال واختلاق هذا الإفك والله سبحانه قد فضَّله بالمقام المحمود في الآخرة، وقد فضله بالشرف العظيم في هذه الدنيا بالرسالة العظيمة الخالدة التي أعلاها وأظهرها الله سبحانه على جميع العالمين، ليس هنالك من داعي على الإطلاق لأمثال هذه الأمور.