المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الاقتداء به صلى الله عليه وسلم - دروس للشيخ سفر الحوالي - جـ ٤٢

[سفر الحوالي]

الفصل: ‌الاقتداء به صلى الله عليه وسلم

‌الاقتداء به صلى الله عليه وسلم

ومن ذلك الاقتداء به صلى الله عليه وسلم، والتأسي به، كما قال عز وجل:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} [الأحزاب:21] فلا بد من الاقتداء به والتأسي به في هديه وخلقه ومعاملته وكل أحواله في البيت، والمسجد، وفي الطريق، في السِّلْم، والحرب، وفي كل الأحوال، وهذا الاقتداء هو حقيقة أو هو علامة ولازم تلك المحبة، التي يجب أن تكون كما أشرنا.

وقد ورد حديث عن عبد الرحمن بن أبي قراد رضي الله عنه حسنه الشيخ الألباني بل ذكره في سلسلة الأحاديث الصحيحة في الجزء الذي لم يخرج، قال:{أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ يوماً فجعل الصحابة يتمسحون بوضوئه وذلك تبركاً منهم بوضوئه صلى الله عليه وسلم، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يحملكم على هذا -أي: لم تفعلون ذلك؟ قالوا: حب الله ورسوله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من سره أن يحب الله ورسوله أو يحبه الله ورسوله، فليصدق حديثه إذا حدَّث، وليؤد أمانته إذا اؤتمن، وليحسن جوار من جاوره} .

ولو تأملنا خلق النبي صلى الله عليه وسلم لوجدنا أنه أصدق الناس لهجة، وأنه أعظم الناس أمانةً، وأنه صلى الله عليه وسلم أحسن الناس جواراً، فهذا نوع وجزء من شمائله العظمى صلى الله عليه وسلم يجب الاقتداء به فيها، وهذا هو تحقيق محبته صلى الله عليه وسلم، ولازمها ومقتضاها.

ص: 5