المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الوالد الذي لا يصلي - دروس للشيخ سفر الحوالي - جـ ٥٦

[سفر الحوالي]

فهرس الكتاب

- ‌واجب المسلم تجاه مجتمعه

- ‌الحقوق الواجبة علينا

- ‌مجتمعات اليوم وأسلوب تعاملها مع الفرد والمجتمع

- ‌الحقوق الواجبة علينا تجاه مجتمعنا

- ‌النصيحة

- ‌أحب لأخيك المسلم ما تحبه لنفسك

- ‌الرسول صلى الله عليه وسلم والاهتمام بمن حوله

- ‌الصحابة والقيام بالحقوق

- ‌واقعنا في الاهتمام بمن حولنا

- ‌نظرة الناس إلى طالب العلم إذا لم يهتم بهم

- ‌طرق الاهتمام بالمجتمع وفعل الخير

- ‌تنافس الصحابة الكرام على الخير

- ‌الاهتمام بالمسلمين والدعاء لهم

- ‌ما يمكن أن نعمله من أعمال الخير

- ‌خيرية الأمة الإسلامية وضمانات البقاء

- ‌من مظاهر التعاون على البر والتقوى

- ‌الأسئلة

- ‌الوالد الذي لا يصلي

- ‌الاهتمام بالعلم وترك الدعوة

- ‌الشباب الذين يعبثون أثناء الصلاة

- ‌القرى المليئة بالمنكرات

- ‌الذي لم يجد أثر النصيحة

- ‌الحزبية

- ‌واجب المسلمة نحو مجتمعها

- ‌دور المسلم في البلاد التي لا يطبق فيها شرع الله

- ‌مراتب الإنكار

- ‌قراءة سورة معينة عند الحج

- ‌نصيحة للمعلمين

- ‌أهمية إقامة الداعية في بلده

- ‌منكرات الزواج

- ‌حكم العمل في البنك الربوي لمن لم يجد عملاً

- ‌من عليها قضاء صيام، وتريد صيام الست من شوال

- ‌صحون البث الفضائي

الفصل: ‌الوالد الذي لا يصلي

‌الوالد الذي لا يصلي

‌السؤال

ما واجب المسلم نحو والده الذي لا يصلي ولا يطيع الله ورسوله، ويشتم الدين الإسلامي، ولكنه يصوم رمضان ولا يصلي؟

‌الجواب

حسبنا الله ونعم الوكيل، نعوذ بالله، اعلموا أن حق الوالدين عظيم -ولو كانا مشركين؛ لأن الله تبارك وتعالى يقول:{وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً} [لقمان:15] لا تطعهما فتشرك بالله أو تعصي الله سبحانه، ولكن مع ذلك قال:{وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً} [لقمان:15].

أي: بأن تحسن إليهما، وترعى شئونهما، وتقوم بحقوقهما، وتشتري لهما كل ما يحتاجان إليه، وما طلباه من الخدمة تقوم به، ومع ذلك تجتهد بأن تنصح للأب أو للأم أو كليهما، اجتهد أن تنصح لهما، ولكن لا تطعهما في معصية الله.

وإنَّ من معصية الله عز وجل، والتي يغفل عنها كثير من الناس في باب الحقوق والواجبات، أن بعضهم يقول: إن من واجب الأب عليه إذا أمره أن يظلم زوجته أو أخاه أو جاره، أن يفعل ذلك! ويقول: أبي أمرني، أو أمي أمرتني!! لا يا أخي الكريم! لا يجوز لك أن تعصي الله تبارك وتعالى براً بأحد وتقول بأنك تبر بأحد، لكن أنت من واجبك أن تتحمل أنت لأمك أو لأبيك، أما أن تظلم أخاك أو زوجتك أو جارك بأمر من أبيك، فلا يجوز ذلك، فتنبهوا لهذا، جزاكم الله خيراً.

أما كونه يصوم رمضان ولا يصلي، هذا لا ينفعه ولا يتقبل منه، وقد أجمع الصحابة رضي الله عنهم وهم خير القرون، وهم الذين إجماعهم هو آكد الاجماعات، أن تارك الصلاة كافر، ولم يكن الصحابة رضي الله عنهم يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر سوى الصلاة، وقد ثبت ذلك بالإجماع عن بعضهم وعن بعض التابعين، أن ترك الصلاة تركاً مستديماً بحيث لا يصلي لله تعالى فريضة، أن فاعل ذلك كافر، لا حظ له في الإسلام، ومستند ذلك الإجماع قوله صلى الله عليه وسلم:{العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر} وغير ذلك.

ص: 18