المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الصحابة والقيام بالحقوق - دروس للشيخ سفر الحوالي - جـ ٥٦

[سفر الحوالي]

فهرس الكتاب

- ‌واجب المسلم تجاه مجتمعه

- ‌الحقوق الواجبة علينا

- ‌مجتمعات اليوم وأسلوب تعاملها مع الفرد والمجتمع

- ‌الحقوق الواجبة علينا تجاه مجتمعنا

- ‌النصيحة

- ‌أحب لأخيك المسلم ما تحبه لنفسك

- ‌الرسول صلى الله عليه وسلم والاهتمام بمن حوله

- ‌الصحابة والقيام بالحقوق

- ‌واقعنا في الاهتمام بمن حولنا

- ‌نظرة الناس إلى طالب العلم إذا لم يهتم بهم

- ‌طرق الاهتمام بالمجتمع وفعل الخير

- ‌تنافس الصحابة الكرام على الخير

- ‌الاهتمام بالمسلمين والدعاء لهم

- ‌ما يمكن أن نعمله من أعمال الخير

- ‌خيرية الأمة الإسلامية وضمانات البقاء

- ‌من مظاهر التعاون على البر والتقوى

- ‌الأسئلة

- ‌الوالد الذي لا يصلي

- ‌الاهتمام بالعلم وترك الدعوة

- ‌الشباب الذين يعبثون أثناء الصلاة

- ‌القرى المليئة بالمنكرات

- ‌الذي لم يجد أثر النصيحة

- ‌الحزبية

- ‌واجب المسلمة نحو مجتمعها

- ‌دور المسلم في البلاد التي لا يطبق فيها شرع الله

- ‌مراتب الإنكار

- ‌قراءة سورة معينة عند الحج

- ‌نصيحة للمعلمين

- ‌أهمية إقامة الداعية في بلده

- ‌منكرات الزواج

- ‌حكم العمل في البنك الربوي لمن لم يجد عملاً

- ‌من عليها قضاء صيام، وتريد صيام الست من شوال

- ‌صحون البث الفضائي

الفصل: ‌الصحابة والقيام بالحقوق

‌الصحابة والقيام بالحقوق

كيف عاش عمر بن الخطاب رضي الله عنه؟ هل عاش عمر بن الخطاب لنفسه أو لأهله؟ لا! أمَّا ما بين العبد وربه، فقد قاموا بحق الله تبارك وتعالى خير قيام.

وحسبهم أن يثني الله تبارك وتعالى عليهم: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} [التوبة:100]، وغير ذلك من الثناء:{مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح:29] وهكذا أثنى الله تعالى عليهم، وزكَّاهم فيما بينهم وبينه، وما بينهم وبين غيرهم من الناس، لذلك نقول: عبادتهم لله قمة لم نصل إليها، لكن كيف كانوا في معاملتهم لعامة الخلق؟! كيف كان عمر رضي الله عنه مع الأرملة؟! كيف كان مع العجوز؟! كيف كان مع الذمي الذي يراه هرماً كبيراً؟ فيقول:[[ما أنصفناك أخذنا منك الجزية شاباً وتركناك كهلاً]] فيصرف له من بيت المال ما يكفيه! وحتى العلماء والصالحون كان تعاملهم بالبر، وكان الواحد منهم مع شدة حاجته وما يعتريه من العوز، يتصدق بالصدقة يعطيها أخاه، فيأخذها الأخ فيعطيها أخاه، فيأخذها الآخر فيعطيها أخاه، فلا يدري الأول إلا وقد رجعت إليه، ومن كثرة تعاونهم حققوا قول الله تبارك وتعالى:{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة:2].

حققوا معنى الأخوة الإيمانية، وكما كانت بعثته صلوات الله وسلامه عليه، ودينه رحمة للعالمين، كانت حياتهم وأخلاقهم وتعاملهم رحمة للعالمين!

ص: 8