المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌من آثار ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - دروس للشيخ سفر الحوالي - جـ ٧٦

[سفر الحوالي]

فهرس الكتاب

- ‌قواعد وضوابط في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌علاقة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحقيقة الدين

- ‌من آثار ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌أهمية توضيح قواعد وضوابط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌الدعوة جزء من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌فقه الأولويات

- ‌أهمية الدعوة إلى التوحيد في المجتمعات التي يقل فيها الشرك

- ‌علاقة المعاصي بالشرك

- ‌القاعدة الأولى: البدء بإنكار المنكرات الظاهرة

- ‌أسباب الابتداء بإنكار المنكرات الظاهرة

- ‌أمثلة توضيحية للقاعدة

- ‌القاعدة الثانية: لا يجوز إنكار المنكر إذا أدى إلى منكر أكبر

- ‌تأخير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌مثال توضيحي للقاعدة

- ‌القاعدة الثالثة: الإنكار على العالم ليس كالإنكار على الجاهل

- ‌مثال توضيحي للقاعدة

- ‌القاعدة الرابعة: عدم الإنكار في مسائل الخلاف

- ‌الأسئلة

- ‌نصيحة حول الشك

- ‌حقيقة الستر

- ‌علاقة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالجهاد

- ‌كيفية محاربة التبرج

الفصل: ‌من آثار ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

‌من آثار ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

ولما وقعت غربة الإسلام، واندرست معالمه، وأصبح المسلم يعيش كالقابض على الجمر، وتفشت المنكرات نتيجة تقصير الأمة وإخلالها بهذا الشأن، وكأن ما حل ببني إسرائيل قد وقع بها -ونعوذ بالله أن تنزل بها اللعنة كما نزلت بأولئك- فلقد نسينا أن الله تبارك وتعالى قد خصنا وميزنا بذلك، ونسينا أن الجهاد الذي هو أعلى درجات التضحية والفداء إنما هو من أجل أن يعبد الله وحده، ومن أجل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولهذا لما قال عز وجل:{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} [الحج:39] وصفهم بعد ذلك بآية، فقال:{الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} [الحج:41].

فالإنسان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر في حال الضعف وفي حال بداية الدعوة، وهو -أيضاً- يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر في حال التمكين وفي حال القوة، وحسبنا أن نعلم أنك -أيها المسلم-! دائماً في حالة أمر بالمعروف ونهي عن المنكر، وأقل ما يجب -الواجب العيني- هو أن تأمر نفسك بالمعروف وأن تنهاها عن المنكر، فهذا فرض عين على كل مسلم.

ثم بعد ذلك كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فمن لم يستطع فبلسانه} ثم الدرجة الثالثة التي أصبحت هي ذاتها مفقودة إلا عند من رحم الله وهي الإنكار بالقلب.

ففرض عين على كل مسلم أن يأمر بالمعروف وأن ينهى عن المنكر في نفسه وفيما تملك يده، في بيته وإدراته، ومدرسته، وفي كل ما له عليه سلطة وولاية ومقدرة على التغيير باليد، وفرض على الأمة جميعاً أن يكون فيها من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.

أقول: لما غابت هذه الحقائق عن الأمة أصبح المؤمن يعيش في حال الغربة، وأصبحت السنة بدعة، والبدعة سنة، وأصبحت بعض المعاصي علامة على أن الإنسان حسن الأخلاق، أو مهذب الطباع، أو اجتماعي، أو غير متشدد أو متزمت، وأصبحت الدعوة إلى ترك بعض المنكرات الظاهرة علامة على أن هذا الإنسان فيه وفيه من الصفات التي لا تليق، وليست بصفات مدح على أي حال.

فكيف وصلنا إلى هذه الحال؟ وما هو العلاج؟

ص: 4