المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌علاقة المعاصي بالشرك - دروس للشيخ سفر الحوالي - جـ ٧٦

[سفر الحوالي]

فهرس الكتاب

- ‌قواعد وضوابط في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌علاقة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحقيقة الدين

- ‌من آثار ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌أهمية توضيح قواعد وضوابط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌الدعوة جزء من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌فقه الأولويات

- ‌أهمية الدعوة إلى التوحيد في المجتمعات التي يقل فيها الشرك

- ‌علاقة المعاصي بالشرك

- ‌القاعدة الأولى: البدء بإنكار المنكرات الظاهرة

- ‌أسباب الابتداء بإنكار المنكرات الظاهرة

- ‌أمثلة توضيحية للقاعدة

- ‌القاعدة الثانية: لا يجوز إنكار المنكر إذا أدى إلى منكر أكبر

- ‌تأخير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌مثال توضيحي للقاعدة

- ‌القاعدة الثالثة: الإنكار على العالم ليس كالإنكار على الجاهل

- ‌مثال توضيحي للقاعدة

- ‌القاعدة الرابعة: عدم الإنكار في مسائل الخلاف

- ‌الأسئلة

- ‌نصيحة حول الشك

- ‌حقيقة الستر

- ‌علاقة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالجهاد

- ‌كيفية محاربة التبرج

الفصل: ‌علاقة المعاصي بالشرك

‌علاقة المعاصي بالشرك

ولننظر إلى الذي يأكل الربا لماذا يأكله أليس لأن قلبه قد غلب عليه حب الدنيا؟ فهو يأكل الربا، والرشوة وأمثال ذلك من المنكرات التي يرتكبها، وهو يعلم أنها حرام؛ لأن القلب في الحقيقة ضعيف الإيمان، أو فاقد الإيمان، ولهذا آثر الحياة الدنيا على الحياة الأخرى، وأتبع نفسه هواها.

فإذاً ابدأ معه وذكره بالأساس، وإن كان يقول أنا على التوحيد وعلى الإيمان ولا شرك عندي، فنقول له: هل نسيت شرك الإرادة؟ وهل نسيت شرك المحبة؟ فإن محبة الشيء محبة شيء إذا تغلغلت في القلب، حتى طمست على محبة الله ورسوله فإنه شرك، وإذا أريد عمل أمر ما يقدم على أمر الله ورسوله فهذا شرك خفي.

فإذاًَ لا بد أن نعرف أن كل منكر له أساس من الشرك، بل قد كان بعض السلف يطلق على كل الذنوب شرك، ولا يقصد أنها تخرج صاحبها من الملة كما فعلت الخوارج، وهذا معلوم ونحن لا نكفر من يشرب الخمر، أو يأكل الربا، أو يزني، فمذهب أهل السنة والجماعة أنه مسلم لكنه ليس لديه إيمان، فالإسلام فوقه درجة هي درجة الإيمان، والإيمان فوقه درجة هي درجة الإحسان، لكن بعض السلف سمى الذنوب جميعها شرك؛ لأن أصلها جميعاً هو اتباع الهوى، فمن اتخذ إلهه هواه فقد أشرك بهذا الشرك الخفي، وإن كان لا يأخذ حكم الشرك الظاهر الذي يخرج من الملة.

فهذه القاعدة يجب أن نتنبه لها ونحن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر، وندعو إلى الإيمان بالله تبارك وتعالى.

والقواعد والضوابط التي يجب الاهتمام بها في حال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هي:

ص: 9