الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حال الشباب المذبذبين
السؤال
بعض الشباب هداهم الله تتذبذب آراؤهم في كل حين، فتراه في الليل له رأي، وفي النهار له رأي، وينتقلون أحياناً من النقيض إلى النقيض الآخر، فما نصيحتكم لهؤلاء الشباب؟
الجواب
هذه علامة من علامات الاستعجال: عدم الانضباط، التذبذب، وهو مرض في بعض الناس حتى إنه في قراراته الشخصية اليومية يتعب، وبعض الناس يمهد لنفسه أن يصاب بهذا المرض، وذلك لأنه لا يحسن الأمر، ولا يأخذه من أبوابه، بل عجلته في اتخاذ قرار معين هي التي تجعله يندم، ثم تجعله يستعجل في القرار المضاد، ثم يستعجل بضده وهكذا.
من أعظم صفات المؤمنين الاطمئنان والسكينة، ولذلك فإن الله سبحانه وتعالى لما امتن على النبي صلى الله عليه وسلم وأنزل عليه سورة الفتح قال:{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ} [الفتح:4].
وقد كانت النفوس جياشة، كيف يكون هذا الصلح؟! أنرضى بالدنية في ديننا؟! وكانت القلوب تغلي من الحدث، فلما أنزل الله سبحانه وتعالى السكينة في قلوبهم، واطمأنوا وتأملوا، وأيقنوا أن ما وعد الله سبحانه وتعالى هو الخير، وأن ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم هو الخير.
ثم ثبت ذلك في العام الذي بعده، فما بعده، وإذا به فعلاً يكون الخير ويكون الفتح المبين كما قال تعالى:{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً} [الفتح:1]، فهذا فضل عظيم، وفرح النبي صلى الله عليه وسلم جداً لما نزلت عليه هذه السورة.
الطمأنينة والسكينة من صفات النفوس المؤمنة، ويجب أن نسعى إلى أن تكون نفوسنا إن شاء الله كذلك، فنطمئن دائماً بذكر الله {أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد:28].
تطمئن أيضاً القلوب وتسكن بالتفكر في وعد الله، وفي أنَّ الله سبحانه وتعالى، وإن أملى وإن أمهل فإنه لا يهمل أبداً، وأن الله سبحانه وتعالى لن يخلف وعده، وأن نصره سبحانه وتعالى متحقق، وأن عافيته ستأتي وإن كنا في حال البلاء، وأن نصره سيأتي وإن كنا في حال الهزيمة، وأن عزه سيأتي وإن كنا في حالة ضعف، وهذا مما يطمئن الإنسان به نفسه، ويجتهد في ذلك حتى يأتي الفرج بإذن الله سبحانه وتعالى.
أما أن تكون صفة الشباب هي التذبذب، فهذا دليل على أنه ليس لديه ثبات علمي، ولا ثبات في الرأي، ولا استشارة ممن يملكون الرأي، وأحياناً قد يشار عليه ولكنه لا يفعل، ولا يريد أن يفعل، فينقلب ويتخبط، وهذه آفة نسأل الله تبارك وتعالى أن يرفعها عن الشباب وأن يبعدها عنهم.