المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الأصل أن صحن البيت يكون للطائفين قبل غيرهم - دروس للشيخ صالح المغامسي - جـ ٢

[صالح المغامسي]

فهرس الكتاب

- ‌من روائع القصص القرآني

- ‌تفسير آيات مقتطفة من سورة الحج

- ‌اختلاف العلماء في مدنية سورة الحج ومكيتها

- ‌من المهم فهم أول السورة وآخرها

- ‌تفسير مفردات قوله تعالى: (يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم)

- ‌التفسير المعنوي لقوله تعالى: (يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم)

- ‌اختلاف العلماء في وقت هذه الزلزلة

- ‌إذا توفيت المرأة وهي حامل فإنها تبعث وهي حامل

- ‌المشقة تجلب التيسير

- ‌الجهاد في سبيل الله أعظم النوافل على الإطلاق

- ‌سبب تقديم الصابئين على النصارى هنا بخلاف ما في سورة البقرة

- ‌استواء الحج ماشياً وراكباً في الفضل

- ‌بناء الكعبة كان قبل إبراهيم عليه السلام

- ‌الأصل أن صحن البيت يكون للطائفين قبل غيرهم

- ‌طوائف الناس في الدنيا في مقابل هدى الله

- ‌فرار الناس من بعضهم يوم القيامة وعلة ذلك

- ‌الأسئلة

- ‌إشكال وجوابه

- ‌سبب تقديم الصابئين في سورة الحج وتأخيرهم في سورة البقرة

- ‌القواعد الخمس التي أسس عليها الفقه

- ‌معنى قوله تعالى (وطهر بيتي للطائفين)

- ‌حكم تسمية سورة الفاتحة بسورة الصلاة

- ‌الألفاظ التي تطلق على الزوجة

- ‌تفسير قوله تعالى (ثاني عطفه)

- ‌هل يقال للشيعة إخوان أو لا

الفصل: ‌الأصل أن صحن البيت يكون للطائفين قبل غيرهم

‌الأصل أن صحن البيت يكون للطائفين قبل غيرهم

{وَطَهِّرْ بَيْتِيَ} [الحج:26] طهارة مادية ومعنوية، {لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} [الحج:26]، وتقديم الله للطائفين يدل على أن الأصل أن صحن البيت للطائفين، فالذين يأتون قبل الأذان في صلاة الفجر أو في غيرها ثم يجلسون يقولون: نريد الصف الأول، ويعضد بعضهم بعضاً حتى يأتي الأئمة، فهؤلاء قد يؤجروا على حسن نيتهم لكنهم ما فقهوا مراد الله ولا مراد رسوله صلى الله عليه وسلم، فما قدم الله الطائفين هنا ولا في قوله تعالى:{أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} [البقرة:125] إلا لبيان أن الأصل أن الصحن للطائفين، وإنما يطوف هؤلاء الطائفون حتى تقام الصلاة، فإذا أقيمت الصلاة اصطفوا مع الناس كل بحسب قربه أو بعده عن الكعبة، لكن لا يجوز للناس أن يأتوا إلى هؤلاء الذين قدموا من أصقاع الدنيا ليؤدي العمرة، فيجلسون حتى يملئوا الصحن، فيتعذر على الطائفين أن يطوفوا، وبعضهم معه نساء أو رجال كبار في السن فيريد أن ينهي طوافه قبل الإقامة أو قبل الأذان، أو قبل زحمة الناس، ووراءه ما وراءه، ويجد أقواماً يعتقدون أنهم في هذا العمل تحديداً على السنة، وهم بعيدون عنها، فيفرق بين المسجد الحرام وغيره من المساجد، قال الله في آيتين:(وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ) فالأصل أن صحن الكعبة للطائفين، فحقهم مقدم على حق غيرهم، {وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} [الحج:26].

ثم قال الله: {وَأَذِّنْ} [الحج:27] هذا خطاب لإبراهيم، {فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ} [الحج:27]، فقال: يا رب! كيف أبلغ الناس وصوتي لا يُسمعهم ولا يبلغهم؟ فقال الله له: بل أذن وعلينا البلاغ، فقيل: إنه وقف على جبل أبي قبيس فقال: أيها الناس! إن الله قد اتخذ بيتاً فحجوا، فأجابه من في أصلاب الرجال وأرحام النساء ممن كتب الله لهم الحج: لبيك اللهم لبيك.

ص: 14