المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفسير مفردات قوله تعالى: (يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم) - دروس للشيخ صالح المغامسي - جـ ٢

[صالح المغامسي]

فهرس الكتاب

- ‌من روائع القصص القرآني

- ‌تفسير آيات مقتطفة من سورة الحج

- ‌اختلاف العلماء في مدنية سورة الحج ومكيتها

- ‌من المهم فهم أول السورة وآخرها

- ‌تفسير مفردات قوله تعالى: (يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم)

- ‌التفسير المعنوي لقوله تعالى: (يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم)

- ‌اختلاف العلماء في وقت هذه الزلزلة

- ‌إذا توفيت المرأة وهي حامل فإنها تبعث وهي حامل

- ‌المشقة تجلب التيسير

- ‌الجهاد في سبيل الله أعظم النوافل على الإطلاق

- ‌سبب تقديم الصابئين على النصارى هنا بخلاف ما في سورة البقرة

- ‌استواء الحج ماشياً وراكباً في الفضل

- ‌بناء الكعبة كان قبل إبراهيم عليه السلام

- ‌الأصل أن صحن البيت يكون للطائفين قبل غيرهم

- ‌طوائف الناس في الدنيا في مقابل هدى الله

- ‌فرار الناس من بعضهم يوم القيامة وعلة ذلك

- ‌الأسئلة

- ‌إشكال وجوابه

- ‌سبب تقديم الصابئين في سورة الحج وتأخيرهم في سورة البقرة

- ‌القواعد الخمس التي أسس عليها الفقه

- ‌معنى قوله تعالى (وطهر بيتي للطائفين)

- ‌حكم تسمية سورة الفاتحة بسورة الصلاة

- ‌الألفاظ التي تطلق على الزوجة

- ‌تفسير قوله تعالى (ثاني عطفه)

- ‌هل يقال للشيعة إخوان أو لا

الفصل: ‌تفسير مفردات قوله تعالى: (يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم)

‌تفسير مفردات قوله تعالى: (يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم)

نبدأ بالمقدمة: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} [الحج:1 - 2].

الزلزلة في اللغة: التحريك، والحمل بكسر الحاء ما يكون على الظهر، والحمل بفتح الحاء ما تحمله المرأة في بطنها.

والعرب تقول: امرأة مرضِع ولا حاجة لأن تقول: مرضعة، ويقولون: امرأة حامل؛ لأن الرجل أصلاً لا يرضع ولا يحمل، فلا حاجة لأن يضعوا التاء، لكن الله قال هنا:(تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ) فأضاف التاء، ولا يمكن أن يكون إضافة التاء هنا لغير مقصد، بل لا بد من مقصد، لكن أنا أولاً أحرر الألفاظ قبل أن أجمع شتاتها، ولم يقل الله جل وعلا: وتضع كل حامل، قال:(وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا).

فالمرضعة بالتاء هي من تلقم وليدها أو رضيعها الثدي، يعني: تباشر عملية الرضاعة، وأما المرضع فيطلق على كل امرأة قابلة لأن ترضع، فكل امرأة متزوجة قابلة لأن ترضع؛ لأن اللبن من الرجال من الأب من الزوج أب المولود، لكن الله قال هنا: مرضعة بالتاء، والمعنى حال كونها ترضع وتباشر الرضاعة.

وقال جل ذكره: (وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ) أي: وقت أنها حامل ومباشرة للحمل، يعني: أن الجنين ما زال في بطنها، فهذا معنى قول الله جل ذكره:(وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا).

(وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى) السكارى: هم من يتخبطون وهم مذهولون لا يدرون، وقول الله جل وعلا:(وما هم بسكارى) نفي لحقيقة السكر، أي: أنه ليس سكراً ناتجاً عن خمر.

ثم قال الله جل وعلا: (وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ) هذا مجمل ألفاظ الآية.

ص: 5