المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أهمية التناصح والتواصي بالحق - دروس للشيخ عبد العزيز بن باز - جـ ٩

[ابن باز]

فهرس الكتاب

- ‌ابن باز في ضيافة الشيخ/ ناصر العمر

- ‌في ضلال آيات من سورة آل عمران

- ‌تفسير قوله تعالى: (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم

- ‌تفسير قوله تعالى: (الذين ينفقون في السراء والضراء

- ‌تفسير قوله تعالى: (والذين إذا فعلوا فاحشة

- ‌تفسير قوله تعالى: (أولئك جزاؤهم مغفرة

- ‌تفسير قوله تعالى: (قد خلت من قبلكم سنن

- ‌تفسير قوله تعالى: (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون

- ‌تفسير قوله تعالى: (إن يمسسكم قرح

- ‌كلمة الشيخ/ ناصر العمر

- ‌كلمة توجيهية للشيخ/ ابن باز

- ‌الاعتناء بالكتاب والسنة

- ‌أهمية التناصح والتواصي بالحق

- ‌الأسئلة

- ‌وجوب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌ظاهرة انتشار الرقية مع أخذ المبالغ الطائلة عليها

- ‌ضابط الإنكار للحاكم والمحكوم

- ‌مراعاة المصلحة في إظهار الدعوة

- ‌منهج السلف في التعامل مع المخالفين

- ‌الأمانة في تقويم اختبار المخالف في العقيدة أو الدين

- ‌الانشغال بالدعوة مع التقصير في النوافل وغيرها

- ‌معاملة الخادمات في البيوت

- ‌مراعاة المصلحة في الأعمال

- ‌حكم همز ولمز الدعاة إلى الله

- ‌كلمة الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله

- ‌الحرص على العلم النافع

- ‌العمل بالعلم

- ‌الدعوة إلى الله

- ‌الصبر في طريق الدعوة

- ‌خطورة التفريط في الدين

- ‌قصيدة للدكتور/ عبد الرحمن العشماوي

الفصل: ‌أهمية التناصح والتواصي بالحق

‌أهمية التناصح والتواصي بالحق

ثم أوصي الجميع بالتناصح والتواصي بالحق والتآمر بالمعروف والتناهي عن المنكر، في البيت في الطريق في السيارة في القطار في الطائرة في كل مكان، الرجال والنساء جميعاً، يقول الله سبحانه:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [التحريم:6] هذا أمره سبحانه لجميع الناس، للشيب والشباب، للرجال والنساء:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [التحريم:6] الوقاية بماذا؟ بالتناصح.

بالتعاون على البر والتقوى بالدعوة إلى الله بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هذه هي الوقاية، وليس بالمال، بل الكلام بالنصيحة بالتوجيه إلى الخير بالأمر والنهي، والمال من ذلك إذا دفع المال ليعينه على طاعة الله، ويشجعه على طلب العلم وحفظ القرآن، فهذا حسن، فالمقصود التعاون على البر والتقوى، حتى يقي الإنسان نفسه، ويقي أهل بيته من زوجة وأم وأب وإخوان ذكور وإناث وغيرهم، يقيهم عذاب الله، بالتناصح والتواصي بالحق، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

ويقول سبحانه في سورة التوبة: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} [التوبة:71] ، أولياء وليسوا أعداءً، أولياء يتناصحون، كل واحد يحب الخير لأخيه لا يؤذيه لا يظلمه في نفسه ولا في ماله ولا في عرضه لا يدعي عليه الدعوى الباطلة، ولا يشهد عليه بالزور، ولا يخونه في المعاملة، ولا يغشه في المعاملة، هذه من الولاية {بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} [المائدة:51] ، لا غل، ولا حقد، ولا غش، ولا خيانة، أحباب وإخوة يتناصحون ويتواصون بالحق والصبر عليه.

ثم نبّه على أمرٍ عظيم مما تقتضيه الولاية فقال: {يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} [التوبة:71] ، هذا من واجب المحبة في الله، ومن واجب الولاية في الله على الإخوة، لا تمنعك محبتك أخيك أن تأمره بالمعروف لا تمنعك قرابته لا تمنعك صلته لا يمنعك الإحسان إليه أن تأمره بالمعروف وأن تنهاه عن المنكر، فإن هذا من الإحسان إليه، ومن محبته، ومن وقايته عذاب الله، أن تأمره بالمعروف وأن تنهاه عن المنكر.

ثم قال: {وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [التوبة:71] هذا واجب المؤمنين لا يكون إلا بهذا، وإلا يكون إيمانهم معدوم أو ناقص، ثم قال:{وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [التوبة:71] مع الولاء فيما بينهم مع النصح مع التواصي بالحق مع الأمر بالمعروف مع النهي عن المنكر مع إقامة الصلاة مع إيتاء الزكاة، يطيعون الله في كل شيء من بقية الأوامر يطيعون الله ورسوله في بقية الأوامر والنواهي.

{أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ} [التوبة:71] وعدهم بالرحمة على هذا العمل الطيب، في الدنيا بالتوفيق والهداية والإعانة، وفي الآخرة بدخول الجنة والنجاة من النار.

نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من هؤلاء المؤمنين، وأن يعيذنا وإياكم من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، وأن يمنحنا الفقه في الدين والثبات عليه، وأن يعيذنا من مضلات الفتن، وأن يصلح ولاة أمرنا، وأن يهدينا وإياهم صراطه المستقيم، وأن يصلح لهم البطانة، وأن يجعلهم دعاة إلى الحق وهداة للخلق، وأن يعينهم على إصلاح ما فسد، وعلى كل خير، إنه جواد كريم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه.

ص: 13