المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - دروس للشيخ عبد الله الجلالي - جـ ١٢

[عبد الله الجلالي]

فهرس الكتاب

- ‌عقبات في طريق المسلم

- ‌الصراع بين الحق والباطل سنة كونية

- ‌وجود الأذى والمشقة والابتلاء في طريق الجنة

- ‌طريق الجنة محفوف بالمكاره

- ‌أجر من يثبت أيام الفتن في آخر الزمن

- ‌عقبات في طريق المسلم

- ‌وجود المنافقين

- ‌غفلة دعاة الإصلاح

- ‌تحرك دعاة الباطل

- ‌ضعف جانب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌فساد الإعلام العربي

- ‌عدم الإنفاق في سبيل الله

- ‌الإزدواجية التي يعيشها الناس اليوم

- ‌الخوف من الموت

- ‌حب الرئاسة والمركز

- ‌الشهوة والجنس

- ‌أهمية تحمل المشاق والعقبات في السير إلى الله عز وجل

- ‌الأسئلة

- ‌حكم وجود الكفار في جزيرة العرب، وحكم مشاركتهم في أعيادهم ومناسباتهم

- ‌وجوب إقامة حدود الله عز وجل في الأرض

- ‌أهل الحل والعقد هم أهل الشورى

- ‌حكم قتال الكافرين

- ‌واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌أهمية مواجهة المنحرفين في وسائل الإعلام

- ‌حكم إقراض الكفار

- ‌الموقف من البث التلفزيوني الكافر

- ‌ذكر بعض أحوال المسلمين في أفريقيا

- ‌أهمية تولي الصالحين للإعلام

- ‌أهمية الوقوف أمام المنافقين الموجودين في الصف

- ‌موقف العلماء من تولي المنافقين مناصب في الدولة

الفصل: ‌واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

‌واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

‌السؤال

متى يسمح بالتطوع في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ ونرجو المطالبة بذلك من قبل العلماء والمشايخ؟

‌الجواب

التطوع مسموح به منذ أربعة عشر قرناً من الزمان، بل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب، فلا تنظر إلى أي عراقيل تقف في طريقه، قال عز وجل:{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران:110]، وقال:{وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} [آل عمران:104]، فهل تريد أوامر أعظم من هذه الأوامر؟! ليس هناك أوامر أعظم من هذه الأوامر، وهل تريد البشر أن يقولوا: مروا أو لا تأمروا؟! هذه أشياء لا تتوقف من أجلها، فمعك أوامر من الله عز وجل، فامض في هذا السبيل بناءً على أوامر الله عز وجل.

لكن لابد من أن يكون لهذا الأمر تنظيم، وأنا أوافق على وضع التنظيم للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا أقصد بالتنظيم أن ننتظر حتى يقال لنا: مروا أو توقفوا.

وإنما أقصد بالتنظيم أن لا يدخل في هذا الميدان إلا الذين يضبطون توازنهم والذين عندهم غيرة وعندهم علم يستطيعون من خلاله أن يعرفوا بأن هذا منكر وأن هذا معروف، وأن إنكار هذا المنكر لا يجر إلى منكر أكبر من ذلك، فهناك علم، وهناك حكمة، وأنا -أيضاً- لا أقصد بالحكمة اللين، وإنما أقصد بالحكمة وضع الأمور في مواضعها.

فإذا توافرت هذه الشروط فلا تنتظر -يا أخي- من البشر أن يقولوا لك: مر أو لا تأمر.

أو: انه ولا تنه.

وإنما عليك أن تأخذ أمر الله عز وجل (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ)، فاللام هنا لام الأمر، وهي التي تحول الفعل المضارع إلى الأمر، {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [آل عمران:104]، وقال عز وجل:{وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ} [الحج:78]، كل هذه أوامر لابد من أن تُنفذ وأن تطبق في حياة البشر.

ص: 23