المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌استغلال الحياة وفترة الشباب في الطاعة - دروس للشيخ عبد الله الجلالي - جـ ٢

[عبد الله الجلالي]

فهرس الكتاب

- ‌الشباب والزمن

- ‌محاسبة النفس على ما قدمت

- ‌المسلم كالتاجر لابد أن يدقق في المحاسبة

- ‌ماذا عملنا في العام الماضي

- ‌الشباب والغرور

- ‌وجوب الاستقامة كما أمر الله تعالى

- ‌استعراض صحائف الأعمال في كل عام والدعوة إلى التوبة

- ‌خطورة التهاون بالصلاة ووجوب التوبة من ذلك

- ‌خطورة تعاطي الربا ووجوب التوبة منه

- ‌خطورة عدم أداء الزكاة ووجوب التوبة من ذلك

- ‌الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأهميته

- ‌انتشار الدين في هذا العصر واستغلال ذلك

- ‌التفاؤل بالصحوة الإسلامية

- ‌حث الشباب على أن يكونوا على مستوى المسئولية

- ‌سقوط صنم الشيوعية

- ‌استغلال الحياة وفترة الشباب في الطاعة

- ‌حال الإنسان في هذه الدنيا

- ‌الحكمة من الحياة والموت

- ‌استغلال فترة الشباب في طاعة الله تعالى

- ‌مسئولية الدعوة إلى الله تعالى وترك المنكرات

- ‌الأسئلة

- ‌معنى (لا إله إلا الله) ولوازمها

- ‌أسباب الثبات على هذا الدين وأسباب الانحراف عنه

- ‌خطورة الاستهزاء بالدين أو بحامليه

- ‌كيف يستغل الوقت في العطلة الصيفية

- ‌خطر إيداع المال في البنوك الربوية

- ‌الزواج وسيلة للعفاف

- ‌أخبار الصحوة في العالم والجهاد الأفغاني

الفصل: ‌استغلال الحياة وفترة الشباب في الطاعة

‌استغلال الحياة وفترة الشباب في الطاعة

إنّ الأمر الذي يهمنا: أننا الآن نعيش فترة عام جديد، ونبتدئ فترة من فترات العمر الثمين، فلا بد أن نقف فيها لحظات من الزمن للتفكير، وكل واحد منا يستعرض صحائف الأعمال وكأنها منشورة أمامه، ويقول لنفسه: أنا عملت في العام الماضي كذا وكذا وكذا، فالتوبة التوبة، وقصرت في جنب الله في العام الماضي في كذا وكذا، وأولادي لم أُربّهم في العام الماضي على طاعة الله، وكانت في بيتي أفلام وصور وكتب ضلال ومحرمات وغير ذلك، فهل هذه تقربني إلى الله أو تبعدني من الله عز وجل؟ وقد فرطت في الأمانة، فأنا مدرس مؤتمن على أبناء المسلمين ومع ذلك ما كنت أقوم بالنصيحة لهم، وما كنت أقوم بتربيتهم، وأنا إمام مسجد ولم أتفقد جيراني والمصلين معي، وهذه كلها أخطاء لا بد أن أصلحها في هذا العام الجديد، ولم أكن أقوم في العام الماضي بالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وفي مثل هذه الأيام بصفة خاصة، لأن هذه الأيام تعتبر مفرقاً بين طريقين: أجل قد مضى لا ندري ما الله صانع فيه، وأجل قد بقي لا ندري ما الله قاض فيه.

ولذلك: فعلى كل واحد منا أن يقف ساعة مفكراً بينه وبين نفسه: ماذا عمل؟ وماذا ترك؟ وهل أعماله ترضي الله عز وجل، أو أنها مما يغضبه سبحانه؟ فلا بد أن يبادر بالتوبة، وما يدريك يا أخي! ربما يكون هذا العام هو آخر أيامك في هذه الحياة، بل ربما تكون هذه الليلة هي آخر ليلة لك في الحياة، وكم من الناس من ينام على فراشه الوثير آمناً مطمئناً، فلا ينتبه إلا في يوم الحشر! وكم من الناس من يعيش مع زوجته وأهله في رغد من العيش، وفي نعمة، وفي فرح وسرور، ثم إذا به لا ينتبه إلا في ظلمة القبر! وهذا أمر مؤكد لا ينكره أحد من الناس، بل يؤمن به المؤمن والكافر، أعني: الموت.

ص: 16