المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌حال الإنسان في هذه الدنيا - دروس للشيخ عبد الله الجلالي - جـ ٢

[عبد الله الجلالي]

فهرس الكتاب

- ‌الشباب والزمن

- ‌محاسبة النفس على ما قدمت

- ‌المسلم كالتاجر لابد أن يدقق في المحاسبة

- ‌ماذا عملنا في العام الماضي

- ‌الشباب والغرور

- ‌وجوب الاستقامة كما أمر الله تعالى

- ‌استعراض صحائف الأعمال في كل عام والدعوة إلى التوبة

- ‌خطورة التهاون بالصلاة ووجوب التوبة من ذلك

- ‌خطورة تعاطي الربا ووجوب التوبة منه

- ‌خطورة عدم أداء الزكاة ووجوب التوبة من ذلك

- ‌الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأهميته

- ‌انتشار الدين في هذا العصر واستغلال ذلك

- ‌التفاؤل بالصحوة الإسلامية

- ‌حث الشباب على أن يكونوا على مستوى المسئولية

- ‌سقوط صنم الشيوعية

- ‌استغلال الحياة وفترة الشباب في الطاعة

- ‌حال الإنسان في هذه الدنيا

- ‌الحكمة من الحياة والموت

- ‌استغلال فترة الشباب في طاعة الله تعالى

- ‌مسئولية الدعوة إلى الله تعالى وترك المنكرات

- ‌الأسئلة

- ‌معنى (لا إله إلا الله) ولوازمها

- ‌أسباب الثبات على هذا الدين وأسباب الانحراف عنه

- ‌خطورة الاستهزاء بالدين أو بحامليه

- ‌كيف يستغل الوقت في العطلة الصيفية

- ‌خطر إيداع المال في البنوك الربوية

- ‌الزواج وسيلة للعفاف

- ‌أخبار الصحوة في العالم والجهاد الأفغاني

الفصل: ‌حال الإنسان في هذه الدنيا

‌حال الإنسان في هذه الدنيا

هذا الإنسان إما أن يكون جاداً في السير إلى ربه، أو غير جاد، وأنا أشبه هؤلاء الناس بقسميهم برجلين، أعلنت الدولة أن هذين الرجلين سوف ينفيان بعد مدة من الزمن إلى صحراء قاحلة، إلاّ أنّ هذه المدة مجهولة وغير محدودة الأمد، فكان أحدهما عاقلاً فقال: ما دامت هناك صحراء قاحلة ليس فيها سكن، وليس فيها ماء، وليس فيها ظل، فسأقوم بعمارة هذه الصحراء، فمتى تم الرحيل كنت مسروراً، فشرع في عمارة هذه الصحراء، فحفر فيها بئراً، وغرس فيها غرساً، وبنى فيها داراً، وجهزها للرحيل، أما الآخر فكان ذا كسل، وكان ذا ملل، وكان ذا تسويف فقال: سأنام، حتى إذا قرب موعد الرحيل إلى هذه الصحراء سعيت إلى عمارتها.

وهكذا الإنسان في هذه الحياة الدنيا، وما أسرع ما تنقضي هذه الحياة الدنيا! ولذلك فإن الله تعالى يمثل لنا هذه الحياة الدنيا بالزرع فقط، وأكثركم يستعمل الزراعة، فإنك ترى الزرع ينبت اليوم، ثم يرتفع، ويخضر، وينمو، ويقوى، ثم يبدأ يصفر، ثم يتساقط:{إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ} [يونس:24] اخضرت {أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ} [يونس:24] زهور وروائح جميلة {وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا} [يونس:24] يعني: الحصاد في أي لحظة {أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ} [يونس:24]، هذا هو مثل الحياة الدنيا! {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا} [الكهف:45].

أيها الإخوة! إن أمر الإنسان قريب الشبه بالنبات؛ ولذلك كثيراً ما يصور الله عز وجل الحياة الدنيا بالنبات، والإنسان في ولادته يشبه النبتة حين تنبت من الحبة في جوف الأرض، ثم في نموه، ثم في اكتمال نموه، ثم في اصفراره، ثم في يبوسته وتساقطه على الأرض، ثم في عودته مرة أخرى حينما يأتي الماء؛ لذا يشبّه الله عز وجل دائماً هذا الإنسان بهذا النبات.

ص: 17