المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

الفصل: ‌ أضرار ومفاسد القات:

الطلب الرابع:‌

‌ أضرار ومفاسد القات:

أثبتت الدراسات والتقارير الصادرة عن مراكز الأبحاث الطبية، والتي أصدرها العلماء المتخصصون أن استعمال وتعاطي القات يؤدي إلى الإصابة بكثير من الأمراض وأن الإدمان عليه لفترات طويلة ربما أدى إلى الإصابة بالهلوسة والجنون، ومن تلك الأضرار1:

1) أن أوراق القات تحتوي على مواد منومة، ومخدرة، وضارة بالمخ، والإدمان عليها يؤدي إلى الهذيان، وكثرة الكلام، وينتاب الشخص نوبات من الصمت والكآبة.

2) زيادة التوتر العصبي، والإثار والاضطراب، والاتجاه إلى العنف، والتصرفات الطائشة اللا إرادية، والأرق، وقلة النوم.

1 انظر عن أضرار القات: تحذير الثقات عن استعمال القات: 223 وما بعدها، إصلاح المجتمع: 406، رسالة الشيخ ابن ابراهيم ص 7، أضرار التعاطي: 30، المخدرات في الفقه الإسلامي: 45، الأضرار الصحية للمخدرات للبار 48، المخدرات والمؤثرات العقلية 94، أحكام الأطعمة للطريقي: 351، 357، المخدرات والإدمان: 34، جحيم المخدرات:52.

ص: 27

3) يسبب فقر الدم، ونزيف المخ، والضعف العام في البنية، وتليف الكبد، ويرافق استعماله توسع حدقة العين، وتهيج الجهاز العصبي مما يسبب اضطرابات تؤدي للتأثير على القلب.

4) من الملاحظ على متعاطي القات، أنهم يعكفون على أكله وتناوله ساعات طويلة متواصلة، حيث أن جلساتهم تبدأ عادة بعد الظهيرة وتستمر حتى المساء، أو من غروب الشمس حتى منتصف الليل، وذلك وقت تتخلله الصلوات المفروضة، مما يؤدي بهم إلى تضييعها بالكلية، أو عدم أدائها في وقتها المحدد، فثبت بذلك أن القات يصد عن ذكر الله وعن الصلاة1.

5) أن الساعات المتلاحقة التي تستغرقها جلسات التخزين، وتضم مختلف طبقات المجتمع، تؤدي إلى الخمول والتكاسل، وتصيب المجتمع بالشلل شبه التام، فيؤدي ذلك بالفرد عن القعود وطلب العيش، والكدح والسعي في الأرض طلبا للرزق، وذلك يؤدي إلى تعطيل المصالح وإلحاق الأضرار الاقتصادية بالمجتمع كله.

1 رسالة الشيخ ابن ابراهيم في تحريم القات: 3.

ص: 28

إن الأفراد مطالبون بالعمل والإنتاج، والإسهام في النهوض بالنواحي الاقتصادية لبلدانهم، والوصول بها إلى مراتب، متقدمة، والمحافظة على المقدرات والمكتسبات التي كلف تأمينها أموالا طائلة وجهودا مضنية، ولن يتم تحقيق ذلك بإهدار عشرات الألوف من الساعات سنويا في جلسات مضغ القات وتخزينه.

فكم من الأوقات الثمينة التي تضيع سدى، وتذهب هدرا في سبيل إشباع رغبات وهمية، فيما لايعود على المجتمع بالنع والفائدة، مما يعطي دلالة على عدم أهمية الزمن، وأن، الوقت لا قيمة له، إذ لو تم استغلاله في العمل وبذل الجهد لتحقيق أهداف إيجابية، وغايات محمودة، لأدى ذلك إلى تحقيق كثير من المكاسب التي تعود بفوائد عديدة ومنافع كثيرة للأفراد والجماعات.

يقول الشيخ محمد بن سالم البيحاني اليمني في كتابه: إصلاح المجتمع1: "ومعلوم من أمر القات أنه يؤثر على الصحة البدنية،

1 إصلاح المجتمع: 406

ص: 29

فيحطم الأضراس ويهيج الباسور1، ويفسد المعدة، ويضعف شهية الأكل، ويدر السلاس- وهو الودي2 - وربما أهلك الصلب، وأضعف المني، وأظهر الهزال، وسبب القبض المزمن، ومرض الكلى، وأولاد صاحب القات غالبا يخرجون ضعاف البنية، صغار الأجسام، قصار القامة، قليل دمهم، مصابون بعدة أمراض خبيثة:

إن رمت تعرف آفة الآفات

فانظر إلى إدمان مضغ القات

القات قتل للمواهب والقوى

ومولد للهم والحسرات

ما القات إلا فكرة مسمومة

ترمي النفوس بأبشع النكبات

ينساب في الأحشاء داء فاتكا

ويُغرض الأعصاب للصدمات

بذر العقول تتيه في أوهامها

ويذيقها كأس الشقاء العاتي

ويميت في روع الشباب طموحه

ويذيب كل عزيمة وثبات

يغتال عمر المرء مع أمواله

ويريه ألوانا من النقمات

هو للإرادة والفتوة قاتل

هو مما حق للأوجه النضرات

1 الباسور: مرض يحدث فيه تمدد وريدي في الشرج.

2 الودي: ماء رقيق أبيض يخرج من الذكر بعد البول من إفراز البروستاتة.

ص: 30

فإذا نظرت إلى وجوه هواته

أبصرت فيها صفرة الأموات1

1 إصلاح المجتمع: 406- 407.

ص: 31