المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فضل الإنفاق في سبيل الله عز وجل - دروس للشيخ علي بن عمر بادحدح - جـ ١٧

[علي بن عمر بادحدح]

فهرس الكتاب

- ‌ألف باء في مواجهة الأعداء

- ‌فائدة معرفة الخطوات التي يواجه بها الأعداء

- ‌معرفة الجوانب الفكرية في مواجهة الأعداء

- ‌أهمية تصحيح الخلل عند بعض المسلمين

- ‌الصراع بين المسلمين وأعدائهم مستمر إلى قيام الساعة

- ‌وضوح الرؤية والبصيرة في الدين من أهم الأمور

- ‌الجوانب العملية في مواجهة الأعداء

- ‌الدعاء وأثره في نزول النصر

- ‌التقرب إلى الله بالصيام له أثر في نزول النصر

- ‌فضل الإنفاق في سبيل الله عز وجل

- ‌الطاعة يستنزل بها النصر

- ‌إصلاح النفس

- ‌أهمية العمل في إصلاح النفس

- ‌دور العلم في إصلاح النفس

- ‌أهمية الذكر في إصلاح النفس

- ‌تربية الأبناء

- ‌وصايا في كيفية تربية الأبناء

- ‌إصلاح المجتمعات

- ‌كيفية إصلاح المجتمعات

- ‌خطوات مهمة قبل مواجهة الأعداء مباشرة

- ‌أهمية معرفة الأمور والحذر من العواقب قبل مواجهة الأعداء

- ‌الدعوة عزة وهداية

- ‌أهمية الإعداد لمواجهة الأعداء

- ‌الأسئلة

- ‌نصر الإسلام مسئولية على الجميع

- ‌سبب ضرب الأمثلة بشباب الصحابة رضي الله عنهم

- ‌مواجهة الأعداء مسئولية الجميع

- ‌الدعاء مطلوب في كل وقت

- ‌قضية المسلمين واحدة في كل مكان

الفصل: ‌فضل الإنفاق في سبيل الله عز وجل

‌فضل الإنفاق في سبيل الله عز وجل

أيها المسلم! أكثر من الإنفاق في سبيل الله عز وجل؛ فإن ذلك من نصرة الدين، ومن تقوية المسلمين، ومن مواجهة المعتدين، وإذا لم تسخ نفوسنا بالإنفاق في سبيل الله لنصرة دين الله فكيف نزعم أنه يمكن أن نجود بأنفسنا؟! الجهاد الأعظم بالنفس لابد أن تكون النفوس مهيأة له بكثير من الأسباب والأحوال، فمن لم يستطع مجاهدة نفسه للقيام بالطاعات وأداء الفرائض، ومن لم يغالب نفسه في شهوتها في هذا المال وتعلقها به، فكيف يجود بنفسه؟! نحن نعرف الآيات الكثيرة التي تقرن جهاد النفس بالمال، بل وتقدم الجهاد بالمال على الجهاد بالنفس، وفي سنن أبي داود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(جاهدوا المشركين بألسنتكم وأموالكم)، والله سبحانه وتعالى يقول:{هَاأَنْتُمْ هَؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ} [محمد:38].

وفي حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (شر ما في الرجل شح هالع، وجبن خالع) وهي سمات نعرف أننا واقعون فيها، فإذا دعينا في الملمات، وعند حصول الكوارث، وعند نزول البلايا تحركنا وأنفقنا شيئاً من أثر العاطفة المتأججة المؤقتة العارضة، ثم بعد ذلك نعود إلى ما نحن فيه! خاطبوا أنفسكم، وحاسبوها اليوم: كم من المال تنفق باستمرار ودوام؟! مواجهتنا مع الأعداء ليست عارضة ولا عابرة، ومقارنة ما ننفقه في مقابل ما ينفقونه -للأسف الشديد- مقارنة محزنة ومؤسفة، فالتنصير -الذي يسمونه التبشير- نعلم من الإحصاءات الموثقة أن هناك نحواً من أربعة آلاف وستمائة قناة وإذاعة أعدت للقيام بنشر النصرانية، وتبث بلغات أكثر من أن تحصر وأن تحصى، ويُطبع من الإنجيل -رغم ما فيه من التحريف- لا أقول: الملايين ولا عشرات الملايين بل مئات وآلاف الملايين، وقد طبع بأكثر من ستمائة لهجة ولغة! وما ينفقونه في كل عام أكثر من أن يحصى، ونحن نوقن بقول الله عز وجل:{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ} [الأنفال:36]، لكن كيف نواجه أعداءنا ونحن لا ننفق مثلهم؟ هذه صورة من صور ضعفنا، وصورة من أسباب هزيمتنا، ومن أسباب بلائنا؛ لأننا لا نصنع كما صنع الصحب رضوان الله عليهم، فقد كانوا في كل ملمة بل وفي غير الملمات ينفقون إنفاقاً عظيماً جداً، كان الإنفاق أمراً فوق الزكاة وفوق الواجب، وكانت صدقاتهم لا تنقطع دائماً وأبداً، حتى كان من لم يجد يكتسب حتى يجد ما يتصدق به، كما ورد في الصحيح عن بعض الصحابة من الفقراء قال:(كان أحدنا لا يجد ما يتصدق به، فكان أحدنا يتحمل الحمالة لا يريد بها إلا أن يجد ما ينفقه في سبيل الله) أي: حتى لا يحرم نفسه من الأجر والثواب، فقد كانوا يتسابقون إلى الإنفاق؛ لأنهم يعلمون أن ذلك من أسباب قوة دين الله سبحانه وتعالى.

ص: 10