المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أهمية استغلال الأوقات في الأمور النافعة - دروس للشيخ علي بن عمر بادحدح - جـ ٣٧

[علي بن عمر بادحدح]

فهرس الكتاب

- ‌العاطفة والدعوة

- ‌أهمية العاطفة

- ‌العاطفة فريضة إسلامية

- ‌العاطفة فطرة بشرية

- ‌بعض الآثار الإيجابية للعواطف

- ‌الارتباط والتعلق بالمحبوب

- ‌الرضا والقبول بشرع الله عز وجل

- ‌الصبر والثبات

- ‌البذل والتضحية

- ‌قوة التأثير

- ‌أهمية ارتباط العاطفة بالعقل والشرع

- ‌بعض خصائص العواطف

- ‌حقيقة العاطفة ومقدارها

- ‌بعض العوامل المؤثرة على العاطفة

- ‌العاطفة باعثة على العلاقة والصلة بين الداعية والمدعو

- ‌أسباب الخلل والنقص والتجاوز في العاطفة عند الداعية

- ‌بعض الأمارات التي تدل على فساد العاطفة عند الداعية تجاه المدعو

- ‌عاطفة المحبة بين الداعية والمدعو

- ‌عاطفة الحماسة وأثرها على الدعوة

- ‌أسباب الحماسة التي تخرج عن الإطار الصحيح

- ‌الغيرة وأثرها على الدعوة

- ‌بعض أسباب الغيرة السلبية

- ‌الأسئلة

- ‌كيفية الإقلاع عن الذنب لمن يتوب ثم يعود

- ‌أهمية استغلال الأوقات في الأمور النافعة

- ‌الضوابط في التعامل بين الداعية والمدعو

- ‌محبة أهل المعاصي

- ‌الرد على من يستدل بحديث: (ساعة وساعة) في فعل المعاصي

- ‌كيفية دعوة أصحاب المعاصي

الفصل: ‌أهمية استغلال الأوقات في الأمور النافعة

‌أهمية استغلال الأوقات في الأمور النافعة

‌السؤال

بعض الشباب الملتزمين يطيلون المزاح ومشاهدة التمثيليات المباحة، ولا يكثرون الأذكار ولا يتناصحون، فما توجيهكم.

؟

‌الجواب

هذه من المشكلات الواقعة، وهي كثرة الترخص وقضاء الأوقات فيما لا نفع فيه، وقد ذكر ابن القيم أن مجالس الإخوان على ثلاثة أنواع، ثم مدح منها نوعاً وذم اثنين، ومن الأنواع المذمومة: أن يكون الغرض من تلك المجالس مجانسة الطبع وموافقة الميل وضياع الوقت وتكرار الأحاديث دون أن يكون هناك فائدة، وهؤلاء الإخوة لو استشعروا قيمة الوقت وعظمة المسئولية وخطورة الواقع الذي تمر به الأمة لما كان لهم مثل هذا، ولما ترخصوا، ولو ذكروا سير السلف الصالح لعرفوا كيف تكون الأمور.

وأختم هذا بموقف للإمام أحمد: عندما كان في زمن الفتنة والمحنة وجاءه أبو سعيد الواسطي يسهل له، ويقرب له الترخص، وقال له: إن لك أبناءً، وإن لك زوجة، وإن لك كذا، فماذا قال له الإمام أحمد رحمة الله عليه؟ قال له: إذا كان هذا عقلك فقد استرحت.

فإذا كان شباب الدعوة أو جيل الصحوة يهمهم ويرضيهم أن يقضوا الأوقات في الكلام والضحك، دون أن يكونوا على قدم جدٍ وعمل ويرضون بهذا فقد استراحوا.

وأصحاب العقول المستريحة ليسوا ممدوحين، لأن المجانين هم أعظم أصحاب العقول المستريحة؛ لأنهم لا يفكرون في شيء، ولا يحملون هماً، ولا يلتمسون سبيلاً ولا طريقاً لأي عمل نافع أو صالح.

فلذلك أوجه الإخوة من الشباب على وجه الخصوص: أن يربئوا بأنفسهم عن الوقوع في مثل هذه الأمور التي لا تليق بوصف المسلم فضلاً عن الملتزمين، فضلاً عن الداعية، فضلاً عن المجاهد.

والله أسأل أن يوفقنا إلى ما يحب ويرضى، وأن يجعلنا جنداً في سبيله مجاهدين، ودعاةً لدينه مخلصين، وعبادً له مخبتين، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وآخر دعوانا أن الحمد الله رب العالمين.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.

ص: 25