المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌البذل والتضحية الأمر الثاني: البذل والتضحية: فإن من أعظم آثار العاطفة - دروس للشيخ علي بن عمر بادحدح - جـ ٣٧

[علي بن عمر بادحدح]

فهرس الكتاب

- ‌العاطفة والدعوة

- ‌أهمية العاطفة

- ‌العاطفة فريضة إسلامية

- ‌العاطفة فطرة بشرية

- ‌بعض الآثار الإيجابية للعواطف

- ‌الارتباط والتعلق بالمحبوب

- ‌الرضا والقبول بشرع الله عز وجل

- ‌الصبر والثبات

- ‌البذل والتضحية

- ‌قوة التأثير

- ‌أهمية ارتباط العاطفة بالعقل والشرع

- ‌بعض خصائص العواطف

- ‌حقيقة العاطفة ومقدارها

- ‌بعض العوامل المؤثرة على العاطفة

- ‌العاطفة باعثة على العلاقة والصلة بين الداعية والمدعو

- ‌أسباب الخلل والنقص والتجاوز في العاطفة عند الداعية

- ‌بعض الأمارات التي تدل على فساد العاطفة عند الداعية تجاه المدعو

- ‌عاطفة المحبة بين الداعية والمدعو

- ‌عاطفة الحماسة وأثرها على الدعوة

- ‌أسباب الحماسة التي تخرج عن الإطار الصحيح

- ‌الغيرة وأثرها على الدعوة

- ‌بعض أسباب الغيرة السلبية

- ‌الأسئلة

- ‌كيفية الإقلاع عن الذنب لمن يتوب ثم يعود

- ‌أهمية استغلال الأوقات في الأمور النافعة

- ‌الضوابط في التعامل بين الداعية والمدعو

- ‌محبة أهل المعاصي

- ‌الرد على من يستدل بحديث: (ساعة وساعة) في فعل المعاصي

- ‌كيفية دعوة أصحاب المعاصي

الفصل: ‌ ‌البذل والتضحية الأمر الثاني: البذل والتضحية: فإن من أعظم آثار العاطفة

‌البذل والتضحية

الأمر الثاني: البذل والتضحية: فإن من أعظم آثار العاطفة البذل والتضحية لمن خفق قلبك له بالحب، فإن أحببت الله عز وجل وأحببت رسوله صلى الله عليه وسلم وأحببت هذا الدين فإنك تبذل وتضحي في سبيل هذا الذي أحببته.

ونحن نعلم أن العاطفة أمر مشترك؛ فإذا وجهتها وجهةً صحيحة نلت الأجر والخير، وتدفقت عاطفتك في المجال الصحيح، وإلا فإن هذه العواطف أيضاً لها مشارب شيطانية أو شهوانية تسلك بها في غير ما أراد الله عز وجل لها، فاستمع على سبيل المثال إلى خالد بن الوليد رضي الله وهو يقول: (ما ليلة تهدى إلي فيها عروس أحب إلي من ليلة شديد بردها ألقى فيها العدو فأقاتلهم في سبيل الله عز وجل.

إذاً: هذه المحبة دفعته إلى أن يجد لذته في ذلك البذل وتلك التضحية وتحقيق قول الله عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ} [التوبة:111].

وهذا البذل هو الذي ظهر في صورة حياة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فذاك أنس بن النضر رضي الله عنه يقول:(واها لريح الجنة؛ إني لأجد ريحها دون أحد).

والصور في ذلك كثيرة، والصور غير الإيمانية أيضاً كثيرة نراها في حياتنا وفي تاريخ البشرية عموماً؛ ألم نسمع عن المحبين الذين بذلوا أموالهم وتركوا وظائفهم واستهانوا بجاههم كله بذلاً وتضحيةً لمن يحبون؟

ص: 9