المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أهمية الجد في الإنتاج والإبداع - دروس للشيخ علي بن عمر بادحدح - جـ ٩٧

[علي بن عمر بادحدح]

فهرس الكتاب

- ‌الشباب بين الحماسة والكياسة

- ‌اختيار الموضوع وإشكاله

- ‌تعريف الشباب

- ‌تعريف الحماسة

- ‌تعريف الكياسة

- ‌الصلة بين الشباب والحماسة

- ‌الشباب والتحدي

- ‌الأمل والطموح عند الشباب

- ‌بعض الخلال والسمات الحميدة التي تنتج عن الحماسة

- ‌الهمة والعزة

- ‌العمل والإنتاج

- ‌الثبات والإصرار

- ‌النجدة والإعانة

- ‌سلبيات الحماسة

- ‌الفتور والإحباط

- ‌التعطيل والإعاقة

- ‌الإتلاف

- ‌الضياع والخسارة

- ‌أسباب الحماسة المتهورة الضارة

- ‌القصور في العلم

- ‌النقص في الوعي

- ‌الضعف في التربية

- ‌الإحباط في المشاعر

- ‌رداءة الاستيعاب

- ‌الحماسة المعتدلة هي المطلوبة

- ‌أهمية التدرج والاستثمار لعاطفة الحماسة

- ‌أهمية ربط الحماسة بالكياسة

- ‌الأسئلة

- ‌أهمية التدرج في الإعداد لمواجهة الأعداء

- ‌الإصلاح والدعوة إلى الله ومواجهة الأعداء مسئولية الجميع

- ‌أهمية الاعتدال في جميع الأمور

- ‌أهمية الجد في الإنتاج والإبداع

- ‌حكم التعصب لشخص أو لمذهب

- ‌موقع الشيخ علي بادحدح على شبكة الإنترنت

- ‌توجيه عام في بعض الأحداث

الفصل: ‌أهمية الجد في الإنتاج والإبداع

‌أهمية الجد في الإنتاج والإبداع

‌السؤال

أعمل أستاذاً في الجامعة وألمس -كما يلمس غيري من الأساتذة- ضعف همة شريحة كبيرة من الطلاب في التحصيل العلمي والجد والاجتهاد والحصول على العلم، أو على الأقل في الحصول على الشهادة العلمية التي يبتغيها، فما هو تعليقكم ونصيحتكم؟

‌الجواب

ليتنا نكون صرحاء مع أنفسنا، فبعض الشباب الذي يقفز هنا وهناك ويتكلم في هذا الموضوع وذاك تجده -كما يقولون- بيته من زجاج.

فمن مهمة الطالب أن يكون جيداً في دراسته متفوقاً فيها؛ لأنه في مهنته طالب، ومفترض أنه في كل سنة يتخصص في جانب، ثم إذا به يفشل في هذا الجانب، فأنا أعتبر أن هذا نوع من الضياع والخسارة، ونوع من الاختلال في بناء الشخصية، فالذي يريد أن يكون جاداً في أخذه والتزامه بدينه وجاداً في نصحه وإصلاحه أوضاع أمته وجاداً في مواجهته ومجابهته لأعدائه لابد من أن يكون جاداً في واجبه الذاتي ومهمته الشخصية، فالمرآة التي أمامنا إذا نظرنا إليها نرى فيها صورة أنفسنا كما هي، فإن كانت الصورة فيها سوء أو نحوه فإننا نستفيد من المرآة أنها تكشف لنا الخطأ فنصلحه، لكن نحن نتصرف تصرف الحمقى، إذا وجدنا في المرآة خطأً وتلوثاً في الثياب أو نحوه نغضب ونكسر هذه المرآة، وما ذنبها إلا أنها أرتنا حقيقتنا، فنحن أحياناً لا نريد أن نعرف حقيقتنا، وإنما ننظر من طرق في جوانب بعيدة، والشباب يقع منهم ذلك كثيراً، وأما ما هو من واجبه ومهمته مباشرة فلا يتقنه أو لا يريد أن يجد فيه، ويهتم بجوانب أخرى ويشغل نفسه بها، ويغطي خلله وعيبه وعجزه في هذا الجانب بأنه منشغل بأمور أخرى، ولا أدعو -قطعاً- إلى أن يعتمد على قضية الدراسة فقط وكأنما هي دنياك وأخراك، لا، فما سمعنا اليوم من بعض المصطلحات التي تدرس في الجامعة أمر جيد، وهي جديدة علينا، لكن أقول: لابد هنا من الملازمة الجادة التي يحصل بها التفوق، وكثيراً ما رأينا أن المتفوقين والجادين في دراستهم هم أيضاً السابقون في ميادين كثيرة من الميادين الإيجابية الشبابية.

ومرة أخرى -وأنا أقول هذا كثيراً في الخطابة- أريد دائماً أن أكثر من الحديث المباشر الذي يتوجه لي ولك قبل أن يتوجه الحديث لغيرنا؛ لأننا إذا أكثرنا من هذا ربما وجدنا أننا نحتاج إلى بذل جهود أكثر مما نتكلم ومما ننتقد، وأيضاً حينما نتكلم مع الآخرين أو عن الآخرين سوف يكون كلامنا باتزان؛ لأننا لو طالبناهم بالكثير فنحن قد جربنا أننا لا نستطيع هذا الكثير ولا نتقنه، فنعذر الآخرين حينئذٍ.

ص: 32